رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

عاصرت حكومات مصر منذ حكومة الجنزورى الأولى فى عام 96 وحتى حكومته الأخيرة فى عام 2012 وذلك عندما كنت محررًا لشئون مجلس الوزراء على مدار 17 عامًا.. اقتربت من الدكتور كمال الجنزورى والدكتور عاطف عبيد ولم أقتنع يومًا بالدكتور أحمد نظيف سواء عندما كان فى منصب رئيس الوزراء أو فى المناصب التى تولاها قبل ذلك بداية من مركز معلومات مجلس الوزراء عندما كان واحدًا من رجالات الدكتور عبيد ثم وزيرًا للاتصالات.

كان آداء الدكتور كمال الجنزورى رحمة الله عليه مختلفًا فى كل شىء وكان من نتيجة ذلك أن أصبح رقمًا مهمًا وهو ما سبب له ازعاجًا كبيرًا بعد ذلك.. أما الدكتور عاطف عبيد رحمة الله عليه فقد حقق الحد الأدنى من النتائج خاصة على المستوى الاقتصادى وكانت مشكلته أنه لم يكن لديه قبول جماهيرى وهو ما دفع الكثيرين لرفض نتائجه من الأساس.

ومن أبرز المحاور التى كان يتفوق فيها رئيس وزراء على الآخر الزيارات والجولات الميدانية خاصة فى المحافظات.. أذكر أن الدكتور الجنزورى كان مختلفًا.. كان الأداء فى هذا الجانب رائعًا سواء من حيث الترتيب للزيارة من اختيار الموعد والمحافظة التى سيزورها والنقاط التى سيمر عليها أو من حيث النتائج المترتبة عليها.

كان الدكتور الجنزورى يحرص على الترتيب الجيد للزيارة ويخطط لقرارات ونتائج تحقق حالة من الرضا داخل المحافظة حتى أصبحت هذه الزيارات محفورة فى الذاكرة مازلنا نتحدث عنها إلى الآن خاصة زيارته للزقازيق التى لاحظ فيها غياب رئيس الجامعة وقيامه بالسفر إلى الخارج ووقتها طلب من الوزير طلعت حماد رحمة الله عليه أن يعود الدكتور رمزى الشاعر على نفس الطائرة التى سافر عليها.

لم تمر زيارة دون أن يعلن الدكتور الجنزورى قرارات يقضى فيها على مشاكل مزمنة استمرت سنوات دون أن يقترب منها أحد.. وكان يفاجئ الجميع بمواقف وترتيبات تكشف اطلاعه على أدق التفاصيل داخل المحافظة.. حكى لى المرحوم المستشار طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء قبل أسابيع قليلة من رحيله أنه كان حريصًا على فتح ملفات فى المحافظة لا يعرف المحافظ عنها شيئًا وكان يمشى منفردًا خلف موكب الزيارة ليسأل ويتابع ويناقش المواطنين وقال إن هناك قرارات تم اتخاذها بناءً على ما كان يقوله المواطن بعيدًا عن الكاميرات ورهبة الزيارة وترتيبات المحافظ.

أما الدكتور عاطف عبيد رحمة الله عليه فكان يناقشنا عقب كل زيارة وكان يجرى تقييمًا بنفسه من خلال الحديث مع دائرة ضيقة حوله؛ كنت واحدًا منها وكان كثيرًا ما يأخذ بالرأى والمشورة فى أعقاب كل جولة.

تذكرت ذلك وأنا أتابع زيارة رئيس الوزراء إلى محافظة الغربية منذ أيام.. بدأت الجولة وانتهت كما بدأت.. لم يقترب الدكتور مصطفى مدبولى من مشاكل المحافظة ولم يحقق الحد الأدنى الذى كان ينتظره المواطنون هناك.

ولأننى واحد من أبناء هذه المحافظة تشغلنى همومها ومشاكلها رغم غيابى عنها سنوات طويلة من العمر.. فإننى أقول لرئيس الوزراء: كنت أتمنى أن تصدر قرارًا باعتماد ظهير صحراوى لهذه المحافظة المغلوبة على أمرها لإنقاذها من حالة التكدس التى وصلت إليها.. فشوارع طنطا يا دكتور ضاقت بمن فيها.. والكتلة السكنية أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد والحل فى اعتماد ظهير جديد كما حدث فى المنوفية والدقهلية.

كنت أتمنى أن تصدر قرارًا بحظر «التوك توك» الذى بات يشوه الوجه الحضارى للمدينة، وكان على بعد خطوات من  منطقة المسجد الأحمدى التى قمت بزيارتها.. صحيح أنه ليس من اختصاص رئيس الوزراء ولكن إذا كان المحافظ عاجزًا عن مواجهة هذا المشهد القبيح الذى يصطدم به أى زائر عقب نزوله من محطة السكة الحديد فما هو الحل؟

كنت أتمنى أن تصدر قرارًا بإعادة رصف الطرق التى تربط طنطا بالمحلة الكبرى وبسيون.. فشوارع مصر كلها تم رصفها وتغيرت كثيرًا إلا الشوارع التى تربط طنطا بباقى مدن المحافظة.

كنت أتمنى أن يتدخل رئيس الوزراء لتحقيق الكثير والكثير.. ولكن ما حدث لم يتحقق منه حتى القليل.