رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هواميش

الشائعات سلاح خطير يهدم المجتمعات ويفرق الأقارب والجماعات، الشائعات تسقط أممًا وتهزم جيوشًا، قد يستخدم سلاح الشائعات ضد فتاة بريئة فينال من سمعتها وتتعرض للقتل، وقد يستخدم ضد حكومة فيسقطها، أو ضد دولة فيهدمها.

ما يحدث الآن فى مصر خطة ممنهجة لنشر شائعات الهدف منها إثارة البلبلة وإحداث ارتباك فى المشهد المصرى الذى بدا أكثر استقرارا خلال الفترة الماضية، حيث جاءت دعوة الرئيس للحوار الوطنى لتحرك المياه الراكدة فى الشارع السياسى، وتوالت افتتاحات الرئيس لمشروعات الأمن الغذائى العملاقة التى تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الغذائية الأساسية كالقمح واللحوم والألبان والأسماك بالإضافة إلى وجود مخزون استراتيجى من السلع الأساسية يكفى أكثر من ٦ شهور وهو ما يجعل الوضع مستقرا وآمنا.

عدة مشاهد وأحداث مختلفة تؤكد وجود مخطط لنشر الشائعات وإثارة الذعر بين المواطنين ومحاولة إرباك المشهد المصرى خاصة ونحن مقبلون على ذكرى ثورة ٣٠ يونيو التى أعادت مصر للمصريين وأنقذتها من براثن الفاشية الدينية التى كادت أن تطمس هويتها وتدفعها إلى المجهول.

المشهد الرئيسى كان انتشار تسجيل صوتى «فويس» لسيدة ورجل على جروبات «الواتس أب» العامة والخاصة التى تضم فئات مختلفة من المجتمع حتى إن التسجيل أثار الشقاق والتلاسن بين أعضاء الجروبات وانقسموا بين مؤيد ومعارض وتنوعت الأغلبية والأقلية بين الطرفين حسب نسبة ثقافة ومستويات الأعضاء التعليمية.

السيدة تتحدث بصوت حزين وتتظاهر بالبكاء وهى تروى مأساتها لتؤكد أنها كانت تستقل المترو مع صديقاتها وعند محطة البحوث يبطئ المترو من سرعته استعدادا للتوقف فاهتزت وصديقاتها وكادت أن تقع فأمسكت بيدها سيدة كانت ترتدى خمارا، وعندها شعرت بشكة دبوس فظنت أنه من دبابيس الخمار، إلا أنها بدأت تشعر بفقدان الوعى فى الوقت الذى كانت فيه السيدة تحاول أن تجذبها من يدها خارج المترو لكنها صرخت فأمسكت بها صديقتها، ونزلت جميع صديقاتها على المحطة واستقلت صاحبة الخمار المترو وفرت هاربة وبكت صاحبة التسجيل فى النهاية وهى تؤكد أنه لولا صديقتها ما كانت على قيد الحياة.

التسجيل الثانى لرجل قال وسط الكلام إن اسمه «مصطفى» وبدأ روايته بمناشدة كل من يسمعه أن ينشر رسالته الصوتية فى كل مكان لينقذ البنات من الخطف، وقال إن ابنته تعرضت لشكة دبوس من سيدة منتقبة على رصيف إحدى محطات المترو وشعرت بدوخة وركبت عربة الرجال بينما ركبت صاحبة النقاب عربة السيدات، والحقيقة أنه لم يكن مقنعا فى حبك الرواية وكيف تواصلت الفتاة التى كادت أن تفقد الوعى مع أهلها ليحضر يوسف وميزو لاصطحابها، وما أن رأتهما حتى استسلمت لفقدان الوعى، وراح صاحب الرواية يناشد الناس مرة أخرى نشر التسجيل الصوتى على كل الجروبات لتحذير الجميع.

وفى الوقت ذاته انتشر «بوست» مكتوب على مواقع التواصل الاجتماعى يؤكد روايات التخدير ويحذر الناس من هذه العصابات وانتشر «البوست» كالنار فى الهشيم، وتناقله البعض دون وعى.

ودارت مواجهات بين مروجى الشائعات ومن سقط فى الفخ، وبين غير المصدقين من أصحاب الوعى، فاستعان بعضهم برأى الأطباء العلمى فى هذا الأمر وأكدوا عدم معقولية التخدير بشكة دبوس.

أما المشهد الذى يؤكد الخطة الممنهجة لنشر الذعر بين الناس هو ما تعرضت له الزميلة حنان أبوالضياء الكاتبة الصحفية بـ«الوفد» حيث استقلت المترو أمس الأول وفوجئت ببعض البائعات المتجولات يحكين روايات البنج والخطف بشكل ممنهج حيث تبدأ إحداهن الكلام وما أن تنتهى تتدخل أخرى لتؤكد كلامها وتروى حكاية مشابهة ولكن فى منطقة أخرى، وعندما تدخلت الزميلة فى محاولة لإقناع ركاب المترو بعدم تصديق هذه الحكايات لأنها شائعات مغرضة تجمع حولها البائعات وعدد آخر من السيدات، لاحظت الزميلة أن عددهن يتزايد عند بعض المحطات وكأنهن يتصلن ببعضهن للدعم، ووصل الأمر إلى مشادة كلامية بين حنان أبوالضياء وناشرات الشائعات، فأصرت الزميلة على الاحتكام للشرطة ووافقت السيدات أمام بقية الركاب وبعد ذلك اشتبكن معها وأصابوها بجرح فى اليد، فاضطرت للنزول حتى لا تتعرض لمزيد من الأذى.

على الجميع أن يتزود بالوعى ويدرك أن ما يكتب على وسائل التواصل ليس مسلما به، وربما تكون وراءه فتنة مقصودة والفتنة أشد من القتل، فهناك صفحات وأكاونتات مأجورة تديرها ميليشيات إلكترونية تتبع جهات معينة تستهدف النيل من استقرار مصر وعلينا أن نقف جميعا فى خندق الدفاع عن الوطن ضد أى محاولات مشبوهة.

قد تكون هناك حوادث سرقة أو نشل فى وسائل النقل العام ولكنها ليست ظاهرة، وهذا طبيعى وموجود فى كل دول العالم ولا أبالغ إذا قلت إن هناك دولا تحذر مواطنيها والمتواجدين على أراضيها من الخروج عندما يحل الظلام ويسدل الليل أستاره، حرصا على حياتهم والحمد لله أن هذا ليس موجودا فى مصر.

القضية خطيرة وعلى الأجهزة الأمنية أن تفحص ما يحدث جيدا. وتكثف من تواجد رجال المباحث فى عربات المترو للتأكد من حقيقة ما يدور، وعلى المصريين ألا يصدقوا الشائعات ويكونوا على ثقة فى جهاز الشرطة الوطنية الذى لا يدخر جهدا فى الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، وستظل مصر رمزا للأمن والأمان رغم أنف الحاقدين.

حفظ الله مصرنا من كل سوء.