رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

إذا كانت القيادة السياسية قد أولت اهتماماً خاصاً بضرورة إجراء بحث علمى يقيس التكلفة الاقتصادية للإرهاب، فمن المفروض أيضا أن تكون هناك أبحاث علمية حول إدارة أخطار الإرهاب..تتناول مفهوم الخطر بصفة عامة وخطر الإرهاب بصفة خاصة.. وأنواع الإرهاب أو أشكاله وأسبابه ثم أساليب مقاومته بهدف الحد من آثاره السلبية على الفرد والمجتمع.

والخطر: كما عرفه خبراء التأمين أنه حالة معنوية غير مواتية تلازم الشخص عند اتخاذ القرار...تخلق حالة من الشك وعدم التأكد من نتيجة هذا القرار..و يترتب على تحققه أعباء مالية.. وإدارة الأخطار هى مرحلة من بين عدة مراحل لتحليل الخطر.. تبدأ باكتشاف أو تحديد الأخطار يليها توصيف أو تبويب الأخطار ثم إدارة الأخطار.

والإرهاب نفسه ليس ظاهرة جديدة غير أن بدايات القرن الحادى والعشرين أخذت تتسم بتركيز أشد على هذه المسألة وبازدياد الوعى بشأن الأفعال والجماعات الإرهابية. ويتمثل أثر الإرهاب بشكل مباشر على الحقوق الاجتماعية، من خلال الاعتداءات على البنية التحتية والمنشآت الصناعية ما يؤدى إلى نقص الحركة الاقتصادية جراء عزلة السكان ونقص فرص توظيفهم وانخفاض القدرة الشرائية وانتشار البطالة.

ويشكل الإرهاب خطراً كبيراً على السلم والأمن الدوليين. وتمثل الأفعال الإرهابية الناتج النهائى لعمليات كثيراً ما تبدأ بتبنى أفكار متطرفة وبتقبل العنف كوسيلة لمحاولة التغيير. كما هو الحال فى سائر أنواع الجرائم.

وكان صعود تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» دلالة على بدء حقبة جديدة من الإرهاب الجهادى أو ما يمكن أن نطلق عليه «التنظيمات الهجينة» التى تجمع بين صفات الميليشيات العسكرية المنظمة والتنظيمات الإرهابية، ولها هدف معلن متمثل فى إقامة نوع من «الخلافة» وفقاً لمفهومهم، واستراتيجية منظمة للبقاء والتمدد والنمو عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً، ما تطلب تغييراً فى بنيتها وأساليبها لتحقيق أهدافها؛ فداعش أعلنت عن هدف محدد بعينه بعيد المدى؛ هو إقامة «دولة خلافة إسلامية»، تستند إلى اجتهادات شرعية غاية فى التطرف، ما جعله أكثر من مجرد تنظيم إرهابى، على الرغم من أصوله المرتبطة بكونه فرعاً من تنظيم القاعدة فى العراق وأصبحت اليوم تلفظ أنفاسها الأخيرة بفضل وعى وإرادة العراقيين. وهذا يعنى أن خطر الإرهاب والتطرف تحدٍ يومى يستهدف استقرار وأمن الوطن ويهدد النظام السياسى والاقتصادى والاجتماعى.

وهو ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان، وإن محاربته تستدعى تضافر كل الجهود من مختلف الأطراف، إلا أن حربنا مع الإرهاب ليست حرباً عسكرية فقط، لأن الإرهاب ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، ويتطلب كل وجه أسلوباً خاصاً لمواجهته، ولهذا فإن الجهود المبذولة لتحدى التطرف والإرهاب يجب أن تعالج كل مرحلة: بدءاً من معالجة جذور التطرف والمبادئ السياسية التى تركز على تغيير البنى الاجتماعية باتباع أساليب ثورية، وتغيير نظم القيم بأساليب جوهرية تهدف إلى التغيير الجذرى فى شتى المجالات الفكرية ثم التحول إلى مكافحة عمليات التجنيد والتمويل، وصولاً إلى المشاركة الفعالة فى المجتمع. وللحديث بقية.

--

رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد ببنى سويف

وعضو الهيئة العليا للحزب