عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

منظر سيارات النقل الثقيل محملة بصخور الرخام الثقيلة متجهة إلى القاهرة يجعلك تفكر لماذا لا ينقلونها عبر نهر النيل كما فعل أجدادنا الذين نقلوا ملايين الأطنان من الأحجار ليبنوا بها أهرامات الجيزة والمعابد؟ ما الذى يعوق النقل عبر سفن النقل بالنيل؟ كلنا نتابع حوادث النقل البرى الثقيل على طريق أسوان القاهرة وما تسببه من إرباك فى حركة المرور وتضييق على السيارات الصغيرة المارة وانقلاب بعضها تاركة كُتل الأحجار الرخامية الكبيرة ملقاة فى عرض الطريق حتى تحركها الأوناش العملاقة وتزحزحها إلى جانبى الطرق حتى تمر السيارات المتعطلة وما يزال بعضها منذ سنوات مُلْقى شاهدا بالطريق، كل هذا وذاك نراه ونعرفه، فلماذا لا تُنقل هذه الأحجار والبضائع عبر النيل بسفن النقل النهرى أو البحرى كيفما يطلقون عليه؟ هل كان المصرى القديم أشد قوة من المصرى الحديث وأبعد نظرا وأوفر نقلا وهو يبحر عبر النيل بطول أكثر من ألف كيلومتر حاملا الأحجار العملاقة والمسلات المرتفعة والأعمدة الشاهقة والبضائع الثقيلة تتهادى فوق سطح النيل من الجنوب إلى الشمال وحاملة خيرات الشمال للجنوب أيضا، هل كان الأسطول النهرى الفرعونى أشد قوة من عصرنا؟ لماذا لا ننشئ الموانئ المطلوبة على ضفتى النهر ولماذا لا نطوّر السفن الناقلة حتى نخفف عن طرقنا التى ازدحمت بالسيارات الخاصة والنقل أيضا حتى نقلل الحوادث ونعمل على انسيابية الحركة ونحافظ على الطرق البرية فقد حان وقت نقل الحجر والبشر عبر النيل، وهذا يتصل بالنقل البحرى فى البحريْن الأحمر والمتوسط مرورا بقناة السويس لأنه أوفر من النقل البرى بالشاحنات التى تلوث البيئة وتعرقل المرور وتتسبب فى حوادث الطرق. لقد استغلت الدول النهرية أنهارها ونهر الراين مثال على ذلك إذ تنقل المراكبُ الهولندية والألمانية من خلاله الفحمَ ومشتقات النفط والحبوب وخامات المعادن والأسماك وغيرها، وعليه يعبر الحدودَ الألمانية ما يزيد على مائتى ألف ناقلة بضائع تحمل ما يزيد على مائتى مليون طن سَنويًا كما يعد وسيلة نقل ومتعة للناس ونشأت أساطير حول السفن عابرة الراين، وأنشأت الدول الراينية «الهَيئة الدوليّة لحماية نهر الراين»» ونهرنا الخالد النيل أوْلى بهذا وذاك.

< مختتم="">

قال الشاعر:

إذا كنتَ فى مصرٍ ولم تكُ ساكنًا

على نيِلِها الجارى فما أنتَ فى مصرِ

[email protected]