رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

الحلم انتهى.. بذلنا قصارى جهدنا لكن اليوم لم يكن كافيا.. وأوجه من كل قلبى امتنانى لاتحاد الكرة المصرى على شرف تدريب المنتخب الوطنى.

بهذه الكلمات أنهى كيروش تجربته مع منتخبنا الوطنى وكتب عبارات مقتضبة عقب الخسارة أمام السنغال وضياع حلم التأهل للمونديال.. أصعب ما فى هذه العبارات بدايتها.. الحلم انتهى.. نعم هذه هى كانت بداية كلماته ونهاية حلمنا.

حصل الرجل على 127 ألف يورو شهريا أى ما يعادل 2.3 مليون جنيه مع أول كل شهر ويصل هذا المبلغ إلى 3 ملايين جنيه بعد إضافة نفقات السكن له ولمعاونيه الأجانب، ورغم ذلك فشل فى تحقيق أى نتائج على الأرض.

خرجنا من كأس الأمم أمام السنغال وضاع حلم المونديال بنفس الطريقة، وبنفس السيناريو وأمام نفس الفريق، حتى أصبحنا أمام عقدة جديدة اسمها السنغال ذكرتنى بعقدة تونس فى الماضى.

وفى رأيى أن كيروش مدرب يحمل سيرة ذاتية قوية وسجل من الانجازات لا يستطيع أن يشكك فيه أحد.

لكن هذا كان فى الماضى، أما الحاضر فالأمر مختلف.. فالرجل «خارج التراك» قبل أن يأتى إلينا.. ولم يعد هو نفس المدرب الذى حقق الانجازات التى تغنى بها البعض.. ولم يدرك الذين تعاقدوا معه أنه «خارج التراك» وأن التغنى بالماضى هو شىء من الوهم.. لقد أدركنا ذلك مبكرًا وكنا فى «الوفد» أول من كتبنا فى مكان بارز فى الصفحة الأولى «كيروش فاشل».

وفى رأيى أيضا ان خروجنا صفر اليدين وعدم التأهل للبطولة الحلم، وهى بطولة كأس العالم فى قطر والفشل فى الفوز ببطولة كأس الأمم.. تلك البطولة التى نتفرد بأكبر عدد مرات فوز بها هو أمر يجب أن نتوقف أمامه طويلا.. هذا اذا أردنا ان نبدأ على الطريق الصحيح.

وبداية المصارحة تكون بتحديد أسباب الهزيمة.. فمن الظلم أن نحمل كيروش وحده المسئولية ولا الذين تعاقدوا معه.. ولكننى أرى أن الهزيمة يتحمل مسئوليتها الجميع.. وانها لم تكن مقصورة على الهزيمة الأخيرة على أرض السنغال.. فالهزيمة بدأت من هنا من القاهرة عندما فزنا بهدف يتيم وخيبنا الآمال فى تحقيق فوز مريح يضمن لنا الصعود.. وقتها حذر الخبراء من ضياع البطولة وتصدى لهم آخرون ووصفوهم بأنهم عواجيز الفرح.

الهزيمة بدأت من القاهرة عندما وقعنا عقدا مجحفا مع كيروش فرض علينا الاستمرار معه رغم الهزيمة فى كأس الأمم، ولم نجد أمامنا أى فرصة فى تصحيح الأخطاء والاستعانة بمدرب جديد، يحقق لنا حلم الوصول إلى المونديال وأصبح الرجل مفروضا علينا فى البطولتين لتكون النتيجة واحدة والسيناريو واحدا.

الهزيمة بدأت من القاهرة عندما استقبلنا اللاعبين ومدربهم استقبال الأبطال عند عودتهم من بطولة كأس الأمم رغم هزيمتهم أمام السنغال وضياع البطولة.. احتفلنا باللاعبين ومدربهم وكأنهم حققوا معجزة كروية ونسينا انهم خسروا بطولة تعودنا على الفوز بها.. الغريب ان اللاعبين صدقوا أنفسهم وخرجوا على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة ليتحدثوا عن معجزاتهم واساطيرهم التى حققوها.. حتى أن أحدهم طلب مبلغا خياليا مقابل ظهوره فى أحد البرامج.. ولم يتوقف الأمر عند اللاعبين بل وصل الأمر إلى أقاربهم حتى وجدنا والد أحدهم يصدع رؤوسنا ليل نهار بمأثورات ومغامرات نجله..

الغريب ان الذين لا يهتمون بالشأن الكروى تصوروا اننا فزنا بالبطولة بعد ما شاهدوه من احتفالات وأحاديث اسطورية.

إن ما حدث ليلة أمس الأول من خروج منتخبنا وعدم تأهله للمونديال فى الوقت الذى وصلت فيه منتخبات تونس والمغرب والسعودية هو أمر مؤلم.. لأن المكان الطبيعى لمنتخبنا هو أن يكون وسط هذه المنتخبات الشقيقة.. ولذلك لن يكون رحيل كيروش وحده هو الحل.. وإنما الحل يكون بوضع استراتيجية جديدة لبناء منتخب قوى من جيل اخر غير هذا الجيل الذى توافرت له كل مقومات النجاح والتى لم تتوافر لنجوم المنتخب الحقيقيين الذين امتعونا بكرة القدم.. لكنه -أى هذا الجيل- لم يحقق شيئا.

نريد منتخبا جديدا من الموهوبين وصغار السن جنبا إلى جنب مع بعض الخبرات الموجودة فى الفريق الحالى، وأعتقد أن الأمر لا يتعدى صلاح والشناوى وربما لاعبا آخر أو لاعبين على الأكثر.

نريد جيلًا جديدًا من اللاعبين يتربى على أن الرياضة أخلاق أولا وان اللاعب يجب أن يكون قدوة.. فلا يجب أن يكون ضمن صفوف المنتخب لاعب واجه اتهامات بالتحرش، وتم استبعاده فيما بعد.. أو لاعب فاشل لم يحصل على أى شهادة دراسية يبصق على مدربه بعد أن أحرز هدفا عقب نزوله المباراة بعد أن كان احتياطيا وذلك عقابا لمدربه الذى أجلسه على دكة الاحتياطى.. ورغم ان كاميرات التصوير سجلت هذه اللقطة المشينة الا انه ظل اساسيا فى قائمة المنتخب حتى مباراة السنغال الأخيرة ولم يجرؤ أحد على الاقتراب منه.

ان بناء جيل جديد من اللاعبين الموهوبين ليكون امتدادا لجيل العظماء الذين امتعونا بأدائهم وضربوا أروع المثل فى انتمائهم وتفردوا بأخلاقهم هو الطريق لتحقيق البطولات.

هذه هى البداية إذا أردنا ان نصحح اخطاءنا ونعيد الهيبة لمنتخبنا ونرسم البهجة على وجوه الملايين الذين اصيبوا بخيبة أمل كبيرة وعاشوا ليلة حزينة أمس الأول.