رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

ما إن يقترب الشهر الكريم، الا وأحس بسيل من الذكريات تولد من جديد فى أجمل صورة. تعيدنى هذه الذكريات لسنوات الطفولة والشباب المبكر.. أسميها الأيام الخضراء. تلك التى حفرت فى عمرنا القيم والتقاليد الراسخة التى لا نزال نحتمى فيها ونعيد إحياء خلايانا من خلال جريانها فى دمنا وعظامنا.. أتذكر اليوم بلدتى ميت غمر وحكاياتى مع أول فانوس معدنى لعبت به مع الأطفال، وكانت تلك هى الفرحة الأولى وكل هؤلاء الرفاق يعرفون اننى مسيحى، ولكن لم يتحدث معى أى صديق عن هذا الموضوع، ولا كان يوما مثار سخرية منهم لى بل كانوا يتسابقون فى السعى ان أكون معهم دائمًا وان أتناول معهم الفطور يوميًا.. حدث هذا أيام الزعيم جمال عبدالناصر.. ولكن لم يستمر للأسف أيام السادات، فبرغم الذكاء والدهاء والخبرة السياسية الطويلة التى عرف بها زعيم الحرب والسلام الا انه وقع فى مستنقع اللعب بقضية الطائفية التى تدخلت فيها أطراف داخلية وخارجية راهنت على تدمير مصر، لا قدر الله، وأوشكت ان تصل إلى هدفها، لولا تدخلت يد الله.

أقول ان السنوات الخمس الأخيرة فى حياة السادات، كانت تشهد تصاعد نيران الطائفية بصورة سريعة، وذبلت فى داخلى للأسف كثير من رموز رمضان زمان البساطة الجميلة واختفت تقاليد مبهجة، لتحل محلها أفكار غريبة لم نكن نعرفها من قبل، أفكار أقل ما يقال انها تدعو إلى التفرقة بين أبناء الوطن أو ما عرفنا من تصنيف غريب، حيث تصاعدت مقولة عنصرى الأمة ولم نكن نستخدمها من قبل لأن المسلمين والمسيحيين عنصر واحد، ثم تصاعدت مقولة المواطنة.

ثم فوجئ المصريون بعناصر مغرضة من الغرب تتقصى الحقائق حول اضطهاد الاقباط فى مصر.. ولكن فى كل مرة كان المصريون يطردون هؤلاء بكل قناعة ان المؤامرة تحاك من زمن طويل، والحمد لله ان كل هذه المعارك تموت سريعا ويبقى الوطن شامخا بشعبه الطيب فوق أرضه الطيبة.. اليوم احس ان رمضان عاد بالفعل من جديد فى مخيلتى، عادت الذكريات وعاد أجمل المعانى التى تمكنت من محو وتطهير أفكار كنت أعرف انها لن تصمد.

أعود اليوم إلى الأصدقاء وبعضهم تمتد صداقتى بهم إلى سنوات بعيدة، يعود كل شىء نقى جميل بلا أخطاء بلا ثغرات بلا أكاذيب وتعود الأيام الخضراء.