عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحم الله جدتى لم تعرف المايوه كما زعم أحدهم أن جداتنا وأمهاتنا فى منتصف القرن الماضى كن يتصوّرن بالمايوه.. فلماذا لم تتصور جدتى وأمي؟ كانت لدينا برْدتان واحدة لجدتى وأخرى لأمى، وهى أشبه ببطانية سودَاء تلتف إحداهن بها، وتمشى فى شوارع القرية ملتحفة بها، وإذا رأت رجلًا من بعيد غطّت وجهها ببردتها التى تبدأ من فوق رأسها، ولا تصحب ابنًا من أبنائها حتى لا تُعرف هويّتها من خلاله، وفى المنزل تلبس ما تشاء فى حشمة ووقار وجمال أيضاً، فأين صور المايوهات كما زعم مؤكّدًا ومؤكّدًا؟ هل كنّ يلبسن المايوهات سرًا ويمشين بها فى شوارع القرية فيغض الناس أطرافهم عنهن ويتصورن حتى لا يخرج هذا كاذبًا؟ لكن إذا كان «كلام وَدْ عَمْ حديتْ» كما يقول أجدادنا فإن هذا الكلام إفك لا ينبغى أن يقال، ثم إنى أتساءل: أين كن يتحممن بالمايوهات فى الصعيد؟ هل فى النيل؟ أو فى البِرك؟ أو فى جداول الماء فى المزارع؟ آه تذكرت فى فيضان النيل ولذلك الأغنية جاءت «يا حلوه يا شايله البلاصْ مَيّلى جنبك واسقينى» فهل كانت النسوة يحملن الجرار وهن لا بسات المايوه فى الصعيد، بل إنه يؤكد أن هذا ليس بالصعيد فقط، بل فى وجه بحرى أيضاً، وهذا كذب وافتراء فلم أر صورة أمى أو صورة جدتى أو إحدى نساء الصعيد بالمايوه، علمًا بأننى فتّشتُ كثيرًا عن هذه الصور وقلَّبت بيتنا رأسًا على عقب لاسيما بعد أن أكدّ وأكد، فقلت لا يمكن أن يكون كاذبًا وقد شاب شعره وتقطّعت حمّالتاه، فهل يكذب أمام الملأ ويتهم نساء الصعيد وبحرى أنهن يلبسن المايوه ويتصورن به أيضاً؟ هل هذا هو الإعلام المطلوب؟ وهل هذا هو الذى سيزرع الانتماء ويبنى المستقبل فى نفوس شبابنا؟ لا أظن ذلك؛ فأخطر شيء أن نهدم الرموز الوطنية والدينية، ونشوّه كل ما هو جميل فى تاريخ هذه الأمة، ولماذا لا يعلنها صريحة، لا نريد قدوة ولا أخلاقًا، نريدها فوضى تخلق العدم.. افعلوا ما شئتم طالما وجدتم قنوات ترحب بكم وبآرائكم النيّرة التى أتت بما لم يستطعه الأوائل، لأن الأوائل وأبناءهم وأحفادهم كانوا يعرفون مصطلحًا يفتقده هؤلاء، ونحتاج إلى مصل لقاح لتطعيم هؤلاء به اسمه «لقاح العيب» وإذا لم تستح فاصنع ما شئت!

مختتم الكلام

لو كلُّ كلبٍ عوى ألقمتُهُ حجرًا

لأصبح الصخرُ مثقالًا بدينارِ

[email protected]