رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

نشر الظلام ألويته على المحيط العربى فتبددت المبادئ، وطُمر الحق، وغابت معايير العدالة. ولا أدرى متى يعاود الضوء سطوعه كى تعاود المبادئ الظهور، ويسود الحق وتفرض العدالة معاييرها على ما يسمى بالأمة العربية. الحديث عن الأمة العربية يستدعى إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذى عُقد فى الكويت قبل نهاية الشهر الماضى، وشارك فيه أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذى خرج فى أعقاب ختام المؤتمر ليصرح بأن الاجتماع لم يتطرق إلى مسألة عودة سوريا إلى الجامعة، ثم أردف قائلاً: (لم نصل بعد إلى المطلوب لعودة سوريا إلى مقعدها). جاء التصريح ليعكس الوضع الراهن، وهو وضع مهترئ منهار لا يجسد العروبة بأية صفة.

وهكذا وضحت الصورة، ولهذا لا يحق لهذا الكيان أن يحمل عنوان جامعة الدول العربية، فهى ليست جامعة للعرب بل على العكس هى كيان مشتت لا سيما مع وجود بعض الدول العربية التى جانبها الصواب وحادت عن الطريق القويم وشرعت فى تبنى منطق نسج المؤامرات وحياكة المكائد لدول عربية أخرى ومحاصرتها ومعاملتها لهم وكأنهم أعداء. لتصبح سوريا هى الضحية والمجنى عليها وسط نطاق عربى مريض سقطت عنه الإرادة السياسية، وغاب عنه مبدأ حسن النوايا ليكون مرتكزاً لإقامة أرضية مشتركة تكون النواة التى يتم البناء عليها لحل القضايا بشكل سلمى كى تعود الأمور إلى مسارها الطبيعى السليم.

تظل القضايا العربية محلك سر بلا حراك ودون بذل المحاولات من أجل الحل، ولهذا يتعين هنا أن نستجير بمصر، فهى القادرة على إصلاح الاعتوار بكفاءة واقتدار، فهى البدر الذى تفتقده المنطقة مثلما قالها الشاعر أبوفراس الحمدانى:

سيذكرنى قومى إذا جد جدهم وفى الليلة الظلماء يفتقد البدر

وهنا لا بد لمصر أن تتقدم لمعالجة هذا الموضوع، فمصر دولة محورية وسطية ولها تأثيرها ومفعولها فى رأب الصدع فى البيت العربى. لا سيما أنها دوماً تحوز ثقة كل الأطراف الفاعلة فى المشهد الداخلى. وعليه أقول آن الأوان لأن تضطلع مصر بدورها المحورى فى القضية السورية لقطع الطريق على الخارج الطامح دوماً فى استغلال الملف السورى كورقة ضغط ومساومة فى بعض القضايا الأخرى لا سيما وقد كانت هناك قوى خارجية لعبت دوراً سلبياً فى سوريا ما أدى إلى تفاقم النزاع. ولهذا نقول اليوم آن الأوان للخارج لكى يرفع يده عن الأراضى السورية العربية، آن الأوان كى تتوحد الدول العربية حول موقف توافقى داعم لسوريا، وداعم لعودتها إلى مقعدها فى الجامعة العربية، والذى سيكون خطوة متقدمة فى عملية لم الشمل وتجاوز الصعوبات الداخلية. آن الأوان لإنقاذ سوريا من براثن التدخلات الخارجية التى تحاصرها كالاحتلال الأمريكى المتواصل لأجزاء من الأراضى السورية وهو ما يتسبب فى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وفى مقدمتها الحق بالحياة والصحة والغذاء والتنمية. لا بد من إنقاذ سوريا من الآثار الكارثية للإجراءات القسرية أحادية الجانب وغير الشرعية التى تطال القطاعات الاقتصادية والحيوية الأساسية التى تنتهك مجموعة واسعة من حقوق الإنسان للشعب السورى. وللحديث بقية.