رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

تعد الثقافة أحد العناصر الأساسية التي تحرك الإنسان، ليصبح أكثر رُقِيًّا وتقدمًا وتحضُّرًا، خصوصًا عندما تكون القناعة الراسخة أن ما يغير المجتمع والواقع الذي نعيشه، هو الفكر فقط، ولا شيء سواه!

خلال عِقْدٍ كامل، نعيش واقعًا ثقافيًا بائسًا ومريرًا، وتدهورًا حادًا في المشهد الثقافي، الذي يعاني من «العتمة» التي تطفئ وَمَضات التجديد.. لا سيما بعد انفصال الثقافة عن التعليم، وكليهما عن «الأدب»!

تابعنا مؤخرًا، سباقًا محمومًا من بعض «المؤلفة أقلامهم»، للمشاركة بـ«مولد» معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، الذي يُذكرنا باستعدادات الفنانين للِّحاق بشهر رمضان لعرض مسلسلاتهم!

لكننا يحدونا الأمل ويحفزنا التفاؤل، أن تكون النسخة 53، مختلفة عن سابقاتها، بعدما لاحظنا في دوراتٍ سابقة، كمًّا غير مسبوق من «العك» الثقافي، لمحتوى بعض «الروايات» و«الكتب» و«دوواين الشعر»، إن جاز التعبير!

نتصور أن اكتمال «مشاريع النهضة والتنمية»، لا يتحقق إلا بإنقاذ الحالة الثقافية المترهلة، من خلال حرية التعبير و«تطهير» العقول، وإزالة «ألغام» الفساد الفكري، و«نسف» منظومة القوالب الجامدة، و«تغيير» الوجوه الجاثمة على أنفاس الثقافة، التي تتصدر المشهد منذ عقود، ولا تمتلك أية حلول أو رؤى جديدة ومختلفة.

للأسف، هناك مَن يلوِّثون الإبداع، بِحُجَّة مواكبة التطور الثقافي، دون مراعاةِ الارتقاء بذوق المتلقي وتوسيع مداركه ومعارفه، كأولوية قصوى.. ما يجعل الحالة الثقافية غير صالحة للاستهلاك الإنساني!

إن الحالة الإبداعية أصبحت تتآكل، وتسودها حالة تشويش، لإفساد المعايير الذوقية والجمالية والفكرية، من بعض أدْعياء الثقافة، أو الباحثين عن الشهرة والبريق، أو الراغبين في التربح والكسب المادي.. والمعنوي، على أقل تقدير!

لذا، نعتقد أن الثقافة ذاتها مطالبة بأن تتنوع مصادرها، لتكون أكثر قدرة على تحقيق المعرفة، والتخلص من حالة الجمود التي تسود حياتنا، ورصد وتحليل الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي، لا أن تنجرف وراء «هلوسات» سطحية.. وكما يقول طه حسين: «ليست الثقافة وطنية خالصة ولا إنسانية خالصة، ولكنها وطنية إنسانية معًا، وهي في أكثر الأحيان فردية أيضًا».

أخيرًا.. يُحكى أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام بعض متسولي العاصمة النمساوية «فيينا»، بالاستيلاء على محتوى مكتبات مهجورة وبيعها في الطرقات بأسعار زهيدة، لعدم معرفتهم قيمة تلك الكتب.

لكن بعد سنوات، لاحظ المثقفون تحسن ثقافة المتسولين، ودخولهم في محاججات ثقافية فيما بينهم بالطرقات، واستخدامهم مفردات لغوية مختلفة.

 وبعد دراسة الأمر وجدوا أن المتسولين كانوا يقرأون الكتب التي يبيعونها لمعرفة محتواها والنداء في الأسواق بما تتضمنه لجذب الراغبين في الشراء بعد التأثير على القراء!

فصل الخطاب:

عندما تَعْزِفُ أمةٌ عن القراءةِ تصابُ أسواقُ الأفكارِ بالكسادِ بموجبِ قانونِ العرضِ والطلبِ، كما ينحسرُ الإبداعُ، وتَضْمُرُ الثقافةُ.

[email protected]