عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

 

 

 

العطارة مهنة نبيلة وإنسانية, لها فوائد كثيرة ولا ينكر أهميتها أحد، ولكن هناك فرق بين بيع الأعشاب الطبيعية التى تستخدم فى علاج بعض الأمراض دون إحداث أى آثار جانبية، وبين التركيبات التى تستخدم فى أعمال السحر والشعوذة ويستخدمها الدجالون بغرض الأعمال السفلية والسحر الأسود.

فالمريض يبحث عن كل وسيلة قد تخفف معاناته، وهذا ما جعل البعض يتاجر فى صحة الناس،, و يستغلون حاجتهم فى تركيب خلطات تحت مسميات «الخلطة السحرية» أو «الخلطة العجيبة» للإنجاب أو للتشافى من بعض الأمراض السرطانية -على سبيل المثال لا الحصر- فنرى أنَّ البعض من أصحاب الحاجات يلهثون وراء هذه الخلطات، والتى عادة تكون بأسعار باهظة.

وقد شهد التاريخ الإسلامى نبوغ العديد من الأطباء فى شتى مجالات الطب والعلاج، وتركيب الكثير من المستحضرات العلاجية التى تعتمد على الأعشاب وغيرها من طرق الشفاء الناجعة، ولكن المسلمين أهملوا العلم والبحث ليسلموا ذلك للغرب، الذى اعتمد فى أغلب مكتشفاته العلمية على القوانين التى وضعها العلماء المسلمون فى الطب أمثال «ابن سيناء» و»الرازي» و»ابن النفيس» وغيرهم.

وفى العصر الحديث بدأ الناس يعودون للعلاج بالأعشاب، ولكن هذه العودة جاءت بشكل فوضوى وغير سليم؛ مما دفع ببعض الباحثين عن المال للعمل فى مجال العطارة، محققين المكاسب على حساب صحة الناس، مدعين أنّهم خبراء فى مجال الطب بالأعشاب، ووصل الأمر إلى إعلان بعض هؤلاء الدجالين عن مستحضراتهم الوهمية عن طرق بعض القنوات الفضائية أو المطبوعات، دون حصولهم على أى تصريح.

وللأسف فإن هذه الأدوية لها الكثير من الانعكاسات الضارة بصحة الإنسان، فاخذها من العطارين أو «دكاكين» مُدّعى الطب الموجودة فى بعض الأحياء الشعبية والمواقع الخلفية البعيدة عن المتابعة يعد خطأً كبيراً يرتكبه الإنسان فى حق نفسه وصحته قد يندم عليه كثيراً، فمثلا أدوية التخسيس وكريمات البشرة وغيرها من الأدوية غير المعترف بها وغير المرخصة، التى يروج لها البعض بهدف الكسب المادى وبيع الوهم للناس؛ تسبب الكثير من الأمراض الخطيرة لمتعاطيها، خاصة سرطان الجلد.

وبدأت الدول المتقدمة تتجه لاستخدام الأدوية الطبيعية المستخرجة من الأعشاب، التى تعتمد على استخلاص المادة المفيدة والمعالجة فى العُشب، وتحويلها إلى أدوية على شكل كبسولات، وهذه الأدوية لا يمكن السماح بتسويقها واستخدامها من قبل الناس إلاّ بعد أن تخضع لاختبارات مكثفة تثبت صلاحيتها، فالأدوية الطبيعية التى لا تحمل تركيبات كيمائية ليس لها أضرار جانبية إطلاقاً، بشرط أن تكون طبيعية معتمدة ومرخصة طبياً، وأن تعطى من قبل أطباء متخصصين، وليست مجرد وصفات عطارين.

ولا بد من تصحيح المسمى من «طب بديل» إلى «طب مكمل»؛ حتى لا يرسخ فى البال أى تعارض بين الطب الحديث والطب البديل، فالتداوى بالأعشاب له ضوابط مشددة لتجنب خطورتها أو سميتها فى معظم الأحيان, فمثلا «الخروع»، الشائع الاستعمال ذى السمية التى قد تؤدى للوفاة، إضافة إلى نباتات «كالداتورا» و»السنتجونز» وغيرها، التى إن نقعت شيئاً منها تكون قاتلة للبعض - إن كان لديهم علة تتعارض مع استعمالها كالقلب أو السكر أو الأعصاب.

وعلى الرغم أننا فى القرن الثانى والعشرين وما يتسم به من تقدم تكنولوجى وطبى إلا أن تجارة الأعشاب ما زالت تدر دخلاً كبيراً على العطارين لأسباب مختلفة, ولا أظن اختفاء هذه الظاهرة قريبا.

 

[email protected]