رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجمهورية الجديدة

تحمل زيارة الرئيس الكورى مون جيه إن، إلى مصر، طابعًا خاصًا، لكونها الأولى لرئيس كورى جنوبى للقاهرة منذ 16 عاماً.

«تقارب تاريخى رغم البُعد الجغرافي».. هو الوصف الأدق للعلاقة بين البلدين والتى تمتد أواصرها إلى عشرات السنين، بدايةً من «إعلان القاهرة» الذى منح الاستقلال لكوريا فى 27 نوفمبر 1943، ثم اعتراف مصر رسميًا عام 1948 باستقلال جمهورية كوريا الجنوبية، لتستمر العلاقات بين الجانبين على مدى سنوات طويلة، قبل أن تصل أهم محطاتها مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة البلاد، حيث تمكن فى مارس 2016، من توقيع اتفاقية الشراكة التعاونية الشاملة بين البلدين، خلال زيارته لكوريا الجنوبية.

جاء الرئيس الكورى إلى القاهرة وفى جعبته الكثير من الاتفاقيات وأوجه التعاون من أجل مستقبل العلاقات بين البلدين، فى مقدمتها تقديم قرض ميسر بقيمة مليار دولار من الحكومة الكورية لمصر، وتوقيع عدة اتفاقيات فى مجالات تحلية مياه البحر، والطاقة المتجددة، والإلكترونيات والسيارات الكهربائية، فضلاً عن تكوين فريق عمل لبحث اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الكورية فى مشروع الضبعة النووى وقطاع السكة الحديد.

ورغم كل هذه المكاسب الاقتصادية التى تُحققها هذه الزيارة التاريخية، إلا أن أهم ما استوقفنى وأنا أتابع تناول وسائل الإعلام لهذا الحدث، تصريحان للسفير الكورى الجنوبى بالقاهرة هونج جين ووك، قبيل ساعات من الزيارة، أولهما على الصعيد السياسي: «مصر يمكنها أن تلعب دورا محوريا فى عملية السلام بين الكوريتين»، وهو ما لا يدع مجالاً للشك أن مصر استطاعت أن تُجبر الجميع على الاعتراف بأنها دولة محورية مهمة صاحبة ريادة، وأن النهوض بها من غيابات الجب، وعبور التحديات الداخلية والخارجية، إلى الجمهورية الجديدة، ما كان أن يتحقق إلا بفضل وجود قيادة سياسية واعية لها ثقلها على كافة المستويات الإفريقية والعربية والإقليمية والدولية.

أما التصريح الثانى فعلى المستوى الاقتصادي، حيث أكد «هونج جين ووك» أن: «كوريا قد صنفت مصر مؤخراً كدولة شريكة ذات أولوية فى المساعدات الإنمائية الرسمية خلال الفترة من 2021 إلى 2025، وهو ما يتوقع أن يسهم فى توسع هائل للتعاون الإنمائى بين البلدين»، وهى شهادة للعالم تؤكد تعافى الاقتصاد المصرى بقوة، وتثبت أن مصر الوحيدة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التى تتمتع بإمكانات هائلة، وموارد بشرية ضخمة، بالإضافة إلى مركز استراتيجى محوري.

زيارة «مون جيه»، نقطة تحول جديدة فى العلاقات «المصرية- الكورية»، تؤكد أن القاهرة تمثل مركز ثقل للأعمال والسياسة الكورية الجنوبية فى المنطقة، وتنقل العلاقات بين البلدين إلى آفاق جديدة مثمرة، تحقق المصالح المشتركة للجانبين.

[email protected]