رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

«حلال لها حرام على غيرها»، إنه المبدأ الذى استمرأته إسرائيل ودعمتها أمريكا فى تطبيقه ليسرى على كل الملفات، بما فى ذلك الملف النووى، فمنذ «ديفيد بن جوريون» مؤسس دولة الكيان الصهيونى وإسرائيل مهووسة بامتلاك السلاح النووى تأميناً لوجودها، وليصبح ما تمتلكه إسرائيل اليوم من الرؤوس النووية وفقا للتقديرات يتجاوز الثلاثمائة رأس، وبالتالى تظل إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تنفرد بالسلاح النووى. ومن ثم تبذل جهوداً مستميتة لحرمان جهات فاعلة أخرى فى المنطقة من امتلاكه، ليجرى كل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، ولتحتكر إسرائيل امتلاكه كرادع يؤمّن وجودها، فى حين تصادر حق أى دولة فى الاقتراب منه. ولهذا شرعت فى تعبئة الأجواء ضد إيران وعبأت الولايات المتحدة بذلك بدعوى أن إيران فى طريقها لامتلاك القنبلة النووية وهو ما يشكل خطراً وجودياً على الكيان الصهيونى.

إسرائيل تمتلك السلاح النووى بيد أنها تتبنى سياسة رسمية تعتمد على الغموض أو التعتيم النووى، وتعتبر أن امتلاك إيران لهذا السلاح سيشكل تهديداً وجودياً لها. ويساند إسرائيل ويدعمها فى ذلك كل من الولايات المتحدة ودول خليجية تربطها اليوم بإسرائيل روابط تطبيعية. تتخوف إسرائيل وتذهب إلى أن إيران اليوم أقرب ما تكون إلى إنتاج مواد انشطارية للأسلحة النووية أكثر من أى وقت مضى والتى سيكون لها تداعيات أمنية كبيرة على الكيان الصهيونى. ومنذ تسعينيات القرن الماضى وإسرائيل ما فتئت تحذر من مخاطر طموحات إيران النووية. واليوم رأينا «ياكوف عميدرور» مستشار الأمن القومى الإسرائيلى السابق يقول: (لا يمكن لإسرائيل أن تتعايش مع وضع يقترب فيه الإيرانيون تدريجياً من صنع القنبلة، ولذا سيتعين على إسرائيل قريباً اتخاذ قرار بشأن كيفية إيقاف ذلك)، وأردف قائلاً:( لا أرى أى طريق آخر سوى قصفها، فلو حصلت إيران على مظلة نووية ستكون أكثر عدوانية مما هى عليه الآن).

وتتضافر الولايات المتحدة مع إسرائيل فى كل القضايا، ولطالما تحدث المسئولون الأمريكيون عن أن أمن إسرائيل يحتل الأولوية بالنسبة لها. ومؤخراً وتحديداً يوم الأربعاء الماضى صرح مستشار الأمن القومى الأمريكى «جيك سوليفان» خلال زيارته لإسرائيل بأن أمريكا وشركاءها يبحثون أطراً زمنية للدبلوماسية النووية مع إيران، وأن الجهود الحالية للتوصل إلى اتفاق نووى جديد ربما تستأنف خلال أسابيع. وأردف قائلاً: (الولايات المتحدة لا تحدد علناً وقتاً بعينه، ولكنها تبحث وراء الأبواب المغلقة أطراً زمنية، وهى ليست بالطويلة وقد تستنفد خلال أسابيع. وقد نلجأ إلى ضربات وقائية لحرمان طهران من حيازة السلاح النووى). وهى بلا شك تصريحات تتماهى مع إسرائيل التى دأبت على أن تلمح دائماً إلى أنها إذا ما اعتقدت بأن الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود، فقد تلجأ إلى تسديد ضربات وقائية من أجل حرمان إيران عدوها اللدود من وسائل صنع قنبلة نووية. ولهذا وتزامناً مع تصريحات مستشار الأمن القومى الأمريكى مؤخراً خرج قائد سلاح الجو الإسرائيلى «تومر بار» ليبعث بتهديداته لإيران قائلاً: (بأن بإمكان إسرائيل ضرب برنامج إيران النووى غداً إذا لزم الأمر)، وأردف قائلاً: (نحن لا نبدأ من الصفر. لقد جهزنا أنفسنا بمقاتلات إف 35 واشترينا الآلاف من صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية للدفاع عن أنفسنا). وللحديث بقية.