عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجمهورية الجديدة

 

بابتسامة رضا، ووجه بشوش، خطف الحاج عبدالعظيم، الرجل السبعينى، ابن محافظة الجيزة أنظار الجميع، وأسر قلوبهم، عقب ظهوره فى مقطع من برنامج جبر الخواطر، للإعلامى أحمد رأفت، مذيع الشارع، فالرجل ذو الملابس البسيطة، الذى يحمل فى يده قفصاً خشبياً خاصًا بالخبز، تحولت ابتسامته إلى دموع بمجرد حصوله على جائزة بقيمة 3 آلاف جنيه، إثر إجابته على سؤال بسيط وجهه له «رأفت» بهدف مساعدته مادياً وهو ما اسم الرداء الذى يضعه على رأسه «قاصداً العمامة».

تفاجأ الحاج عبدالعظيم وبدت عليه الدهشة من حصوله على أموال من سؤال يبدو ساذجاً، وبكى فرحًا، لكن رغم سعادته وحاجته الشديدة للنقود، ظل يتساءل ويردد «يعنى حلال دول يا ولدى.. مرة واحدة كده.. ده أنا طالع معايا 5 جنيه رايح أجيب بيها طعمية.. يعنى حلال يا ولد عمى.. أنا خايف ليكون فيهم حاجة حرام ولا حاجة نجيبها منين بعدين.. يعنى واحد ماشى كده تجيله 3 آلاف جنيه.. أنا بسأل علشان المسئولية».

كان رد الحاج عبدالعظيم، عامل اليومية، صادماً، ودرساً قاسياً، وصفعة موجعة لمن يستحلون المال العام والخاص، لكن من يدقق النظر فى ملامحه المصرية الأصيلة الطيبة، لن يندهش من رد فعله التلقائى، وفطرته السليمة، وحرصه على تحرى الحلال، وتجنب الحرام، ورقابته الذاتية القوية، شأنه فى ذلك شأن ملايين المصريين.

وبعيداً عن قصة العم «عبدالعظيم» المصرى البسيط، الذى يمثلنا جميعاً، فى المقابل وعلى النقيض تماماً استوقفتنى جملة قالها فى اعترافاته المدعو «حنفي»، المتهم فى القضية المعروفة إعلامياً باسم «التسريب الصوتى المفبرك»، وهى «من صغرى بمارس النصب على الناس».. أكثر من ستين عاماً عاشها هذا الرجل احترف خلالها النصب، وخلق لنفسه هالة يعيش فيها، ربما لم يعرف حقيقتها حتى أقرب الناس إليه، قبل أن تُكثف وزارة الداخلية جهودها، ويتمكن قطاع الأمن الوطنى، من كشف ملابسات المحادثة الهاتفية المفبركة، التى ادعى خلالها «حنفي» أنه اللواء فاروق القاضى، واتفق خلالها مع سيدة تدعى «ميرفت» ادعت أنها مستشارة، على قيام المذكور من خلال علاقاته بالعديد من المسئولين بالدولة، بتسهيل حصولها وبعض المرتبطين بها على عقود لتنفيذ عدد من المشروعات المهمة، وتبين أن الأول مسجل خطر جرائم نصب ومدان فى عدد 22 قضية متنوعة، والثانية «نصابة»، وكلاهما من العناصر سيئة السمعة التى تنتهج أسلوب النصب والاحتيال بهدف التربح المادى وعدم سابقة عملهما بأى من مؤسسات الدولة.

العم «عبدالعظيم»، والمدعو «حنفى».. أنت فقط الذى تختار من تكون فيهما، أنت صاحب القرار، لا تتعلل بالظروف التى تحيط بك، وكأن الظروف والأعذار شماعة نعلق عليها أخطاءنا.. فالأول رغم فقره الذى لا يعاب عليه، لم يفرح بما حصل عليه من أموال إلا بعدما تأكد أنها حلال، والثانى لم يكتف بما جمعه طوال سنوات عمره من النصب والاحتيال.

فى الجمهورية الجديدة أصبحنا فى أمس الحاجة إلى العلماء والمبدعين والموهوبين والمبتكرين والملهمين وأصحاب المبادئ والأخلاق والقيم، نحتاج لمليون «عبدالعظيم»، لا مكان للنماذج السيئة، والخارجين على القانون، والمجرمين.

< وفى="" الختام="" لا="" يفوتنى="" إلا="" أن="" أتوجه="" بتحية="" شكر="" واعتزاز="" وتقدير="" إلى="" وزارة="" الداخلية="" على="" جهودها="" المبذولة="" فى="" حماية="" البلاد="" من="" المخططات="" التى="" تقوم="" الكيانات="" المعادية="" بالترويج="" لها،="" والتى="" تستهدف="" المساس="" بأمن="" الوطن="" والنيل="" من="">