رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما نجد صعوبة وغموضًا في تفسير ظواهر عجيبة تُلامس حياتنا، لأسباب واقعية، أو نتيجة حالة العبث الممنهج «اللامنطق» التي نعيشها، فإننا بالطبع نحتاج إلى مراجعاتٍ ووقفاتٍ متأنِّيَةٍ مع النفس.

وعندما نعيش في زمنٍ بائسٍ، جزءٌ كبيرٌ من وَاقِعِهِ مستفز وشاذ، كمَثَلِ الذي يقوم بطلاء واجهة منزل آيل للسقوط في أي لحظة، فإننا بالطبع نحتاج إلى وعيٍ حقيقي للتمييز بين الحق والباطل.. المنطق والجنون.. الواقع والواقعية.

وفي ظل استمرار حالة الخلط المتعمَّد بين الشيء ونقيضه، تُطِلُّ علينا ظاهرة سلبية «قديمة، متجددة»، بتأثيرها المباشر على شرائح مجتمعية عدة، تندرج تحت ما يسمى بـ«البلطجة الفكرية».

تلك الظاهرة «الصوتية» يمارسها مَن كانوا يتوارون في الظلام، ولا نراهم إلا على استحياء.. أو في فتراتٍ متباعدة، لكنهم الآن يعيشون مرحلة التكاثر والانتشار، بظهورهم المتكرر الذي يخدش العقول.

هؤلاء المتحذلقون الأدعياء، بنرجسيتهم العالية، يمارسون شتى أنواع تخريب العقول، تحت مسميات ثقافية وحقوقية وفنية.. أو حتى دينية، وبالتالي يثيرون الأذى الفكري، لإلحاق الضرر ببنية المجتمع.

نتصور أن بعض مَن يُسمَّون بـ«النُّخب الثقافية والإعلامية»، «يجتهدون» لتثبيت أركان تلك الظاهرة، وترسيخ جذورها، باعتبارهم «عالمين» ببواطن الأمور، «فاهمين» لكل ما يدور حولهم، «مثقفين» في شتى أنواع العلوم والمعارف، «مستشرفين» لآفاق المستقبل عبر التنبؤ بما كان وما هو كائن وما سيكون!

هؤلاء المنتهكون لثوابت المجتمع وخصائصه وقيمه الراسخة، يتجرأون بادِّعاء الفهم والمعرفة والخبرة والبطولات الزائفة والتخصصات النادرة.. لكننا بتدقيق النظر فيما ينطقون به، نلحظ أدنى مستويات الجهل، وانعدام الثقافة، والانحياز في الطَّرْح، والابتعاد عن الموضوعية، لنكتشف سَوْءَة جهلهم الفاضح وقُبْح نفاقهم وتملقهم.

باعتقادنا لا يمكن أن تكون «البلطجة الفكرية» قوة ناعمة، لامتلاكها أبشع أنواع الأسلحة المحرمة إنسانيًّا، التي تغتال العقول، وتُغَيِّب وعي الناس، وتُزَيِّف إرادتهم وأحلامهم، وصولًا إلى الهدف المنشود «لا أريكم إلا ما أرى»!

إذن، لا يتوانى «بلطجية الفكر» عن استخدام أساليب رخيصة، تتهم الفكر المخالِف «عَمْدًا» بأخطاءٍ وهمية، وتأليب الرأي العام، وإطلاق شائعاتٍ على شخصٍ ما، باعتباره «عدوًا»، من خلال لغةٍ ناعمةٍ ومراوغةٍ.. أو تحريضيةٍ خَشِنَةٍ إذا لزم الأمر!

أخيرًا.. قد يلجأ هؤلاء الأدعياء إلى «التأليب الناعم»، والأسالبيب الملتوية، للنَّيْلِ من مخالِفيهم، عبر إلحاح «الظهور الميكافيلي» الدَّال ظاهريًا على الوطنية والبناء والعطاء والإنجاز والنهضة والمدنية، واستخدام ثقافة الضغوط المستمرة للتشتيت المقصود، وإقامة حواجز نفسية وفكرية، لا يجوز لأحد الاقتراب منها أو تخطِّيها!

فصل الخطاب:

حين يتم زراعة أفكار نمطية في الأذهان، فإنها تظل تتوارد بين فترة وأخرى، لتبقى لصيقة في العقل الباطن للجمهور المستهدَف، ثم تتحول من أكاذيب مُلَفَّقَة وافتراءات محضة، إلى «حقائق موجودة» يتحدث عنها الجميع!

[email protected]