رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تابعت كما تابع الملايين داخل مصر وحول العالم، الحفل المبهر لافتتاحية طريق الكباش بالأقصر. وهو ما يعد بداية مبشرة للموسم السياحى الشتوى فى مصر، حيث كشفت لجنة تسويق السياحة الثقافية، عن ارتفاع عدد الليالى السياحية بمدينة الأقصر خلال الشهر الجارى، وعملت شركات السياحة على مد برامجها بالمدينة، كذلك زيادة حجم الإشغالات بنسبة أكثر من 20% خلال فترة وجيزة وتوقعات بزيادة تلك المعدلات عقب احتفالية طريق المواكب المعروف إعلاميا بطريق الكباش. كذلك إن فنادق الغردقة وشرم الشيخ شهدت تحسنًا كبيرًا فى معدلات الإشغال بمطلع الموسم الشتوى هذا العام، نتيجة رفع حظر السفر إلى مصر من بعض الدول المصدرة للسياحة وعلى رأسها روسيا وبريطانيا، إذ إن نسبة الإشغالات بفنادق شرم الشيخ تتراوح بين 70 إلى 80% مطلع الموسم الشتوى هذا العام، وذلك نظرًا لأن شرم الشيخ تعد من أفضل المقاصد السياحية فى العالم بهذا التوقيت من العام.

ولقد تعمدت أن أشير فى العنوان إلى «مصرية» وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني؛ فالرجل مصرى الهوى والهوية قبل الجنسية، وما يميز وزير السياحة والآثار أنه بعيد تمام البعد عن ذلك النمط البيروقراطى العتيد والعتيق والمتأصل فى الإدارة المصرية. فالوزير «عنانى» رجل عالم قبل أن يكون وزيرا مسئولا، فهو أستاذ علوم المصريات بقسم الإرشاد السياحى - كلية السياحة والفنادق - جامعة حلوان «منذ 2011». مارس العمل الأكاديمى والمهنى أيضاً كأحد أبرز الأثريين المصريين، حيث كان المشرف العام على المتحف المصرى بالتحرير (2015-2016)، وكذلك المشرف العام على المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط (2014 -2016)، كما انه أستاذ زائر - جامعة پول ڤاليرى مونپيلييه 3 - فرنسا (سبع مرات خلال 2006-2013). وهو أيضاً باحث مشارك، خبير علمى، وعضو مجلس الإدارة والمجلس العلمى للمعهد الفرنسى للآثار الشرقية (2002-2016)، إلى جانب ما سبق فالسيرة الذاتية للوزير تزخر بالعديد من الخبرات الأكاديمية والمهنية والدولية.

غير أن أبرز ما لفت انتباهى فى حديث الوزير «عنانى» مع السيد الرئيس فى بداية الاحتفالية ثم كلمته الرسمية؛ تأكيده وتكراره لجملة «زملائى الأثريين» وهو ما يعكس تجردا كبيرا للوزير واحتراما وتقديرا لكافة العاملين بالقطاع، فهم زملاء وشركاء عمل، لا علاقة قائمة على وزير وموظفين والفارق كبير.

الأمر الثانى اللافت للانتباه إعلان الوزير فى كلمته أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تحتفل اليوم بتقديم الأقصر فى ثوبها الجديد. وهو ما يعكس الاستراتيجية الوطنية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من ثروة مصر المهملة ممثلة فى آثار مصر ومتاحفها ومناطقها الأثرية المنتشرة بطول البلاد وعرضها.

هذه الاستراتيجية التى بدأت تؤتى ثمارها وانعكست على أرقام السياحة الوافدة لمصر والتى بدأت تتعافى من دواعى أزمة الوباء العالمى، والتى تلعب دوراً رئيسياً فى الاقتصاد المصري؛ حيث يعمل بالسياحة ما يقرب من مليون شخص بطريقة مباشرة، و2٫4 مليون شخص بطريقة غير مباشرة من خلال العمل بالصناعات التكميلية التى تصل إلى ما يقرب من 70 صناعة مكملة لصناعة السياحة.

وتشير أرقام ومعدلات حركة السياحة الوافدة لمصر خلال أعوام 2019 و2020 و2021، إلى أن عام 2019 كانت السنة الأعلى فى الأعداد السياحية التى شهدتها مصر والأعلى فى الدخل السياحى حيث وصل عدد السائحين فيها إلى حوالى 13 مليون سائح والدخل السياحى بها 13 مليار دولار، وساهمت السياحة فى هذا العام بأكثر من 15% من نسبة النمو فى الناتج المحلى الإجمالى، وحققت ما يقرب من 4% من الناتج الإجمالى المحلى للدولة المصرية.

كما أن عام 2020 بدأ بداية قوية تبشر باستمرار تحقيق النمو السياحى المستهدف، حيث إن متوسطات أعداد السائحين فى شهرى يناير وفبراير 2020 بلغت 945 ألف سائح وهى زيادة بنسبة 8% أعلى من شهرى يناير فبراير 2019، وكان العائد المتوقع المقدر 16 مليار دولار بنهاية عام 2020.

وعلى الرغم من أزمة فيروس كورونا التى شهد العالم تداعياتها منذ مارس 2020 إلا أن مصر استقبلت 400 ألف سائح فى النصف الثانى من عام 2020، بعد أن تم استئناف حركة السياحية الوافدة إليها فى يوليو 2020.

كذلك بلغ متوسط عدد السائحين الذين استقبلتهم مصر منذ مارس 2021 حتى يونيو من نفس العام نحو أكثر من 500 ألف سائح فى الشهر أى أكثر من 45% من مثيل هذه الفترة فى 2019، وهذه المعدلات تعتبر جيدة مقارنة بالمقاصد السياحية المحيطة، حيث أن متوسط استقبال هذه المقاصد يتراوح ما بين 25% إلى 40% وهو ما يدل على ثقة السائح فى المقصد السياحى المصرى وثقته فى إجراءات وضوابط السلامة الصحية التى يتم تطبيقها فى مصر.

إن احتفالية طريق الكباش، ومن قبلها احتفالية موكب المومياوات الملكية، نقاط فارقة ومضيئة فى تاريخ السياحة المصرية حيث حاز الملف الأثرى اهتماما كبيرا من القيادة المصرية لتعود مصر قلب العالم كما كانت قديماً وستظل.

وكما ذُكر فى مقدمة كتاب «هِردُوت يتحدث عن مصر»: «وشعبنا آمن بكرامة إنسانيته فاستحق الخلود، واحتل من تاريخ الإنسانية صفحة الذهب من هذا الوجود».