عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

في ذكرى عيد الجهاد يرفع الوفديون شعار «عاش الوفد ضمير الأمة»، دفاعًا عن الاستقلال الوطني بروح لا تموت أبدًا، رفع شعارها زعماء الوفد والرفاق الذين حملوا لواء «الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».

وتحتفل مصر بذكرى عيد الجهاد الوطني منذ سنة 1922 حتى 1952، وكان يومًا قوميًا لمصر ويقترن هذا العيد بالزعيم سعد زغلول.

ويعد هذا اليوم أول مواجهة حقيقية بين الشعب المصري والاحتلال البريطاني. وظل حزب الوفد يحتفل بعيد الجهاد كل عام، ويعود إلى سنة 1918 عندما ذهب الزعماء سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوي إلى المعتمد البريطاني يوم 13 نوفمبر للمطالبة لهم بالسفر للاشتراك في مؤتمر السلام بفرساي في فرنسا، لعرض قضية استقلال مصر وإنهاء الحماية البريطانية استنادًا إلى مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها الذي أعلنه الرئيس الأمريكي ويلسون.

وبمناسبة الحديث عن الزعيم سعدزغلول، يحدثنا الكاتب الكبير الراحل محمد زكي عبدالقادر في مذكراته عن المرة الأخيرة التي شاهد فيها الزعيم وهو في طريقه لاجتماع وطني، وكيف سار سعد زغلول من بيت الأمة إلى حيث السرادق، والمسافة لا تتجاوز بضع خطوات، ومن أول السرادق إلى حيث صدر السرادق، والمسافة أيضًا ليست طويلة، ويقول الكاتب «ولكنني لمحت الإجهاد والإعياء عليه، وكان أنصاره يحسون مثل هذا الإحساس ويحيطونه بمزيد من العناية والرعاية.. والرجل يسير وكأنه يودع، وينظر وكأنه يقول: أتراني أعود مرة أخرى إلى مثل هذا الحفل؟ بل إنه حينما دعي للخطابة حاول أن يعتذر لضعف صحته، ولكن الشعب المتلهف لم يقبل الاعتذار.. ضج السرادق بالتصفيق والهتاف والإصرار: عايزين سعد.. عايزين سعد.. كانت النغمة أشبه بدعوة من الأبناء للأب الذي تركزت فيه حينئذ كل أماني الوطن.. كان الائتلاف قائمًا، كان عدلي يكن وعبدالخالق ثروت وحافظ رمضان ومحمد محمود حاضرين، كان الوطن كله بأحزابه وهيئاته، بالمعتدلين فيه والمتطرفين.. كان بمثابة تدشين لزعامة الرجل...».

عندها  نهض سعد وارتقى المنبر وحوله الكثيرون يسندونه ويحفون به حتى إذا ارتفعت هامته فوق المنبر، سكت الشعب الصاخب، حتى الأنفاس حسبتها لا تتردد، حتى القلوب حسبتها لا تنبض، كان سعد زغلول وهو واقف مرتفع الهامة، وحوله هذا الموج من الخلائق ينظر إليه أشبه بالأمل المرتفع إلى السماء.. قال: « يعز علي أن أرى منبر الخطابة مرفوعًا ولا أستطيع له رقيًا، وأن أرى مجال القول فسيحًا ولا أجد لسانًا فتيًا».

لقد كان صوت الرجل يرتعش، ولكنه لم يفقد صلابته التي خال لي أنها تذوب مع العمر المتقدم والشيخوخة التي ترمي ظلها عليه.. خال لي أن الرعشة ليست ضعفًا، ولكنها مقاومة للضعف.. واحتار الناس ماذا يفعلون .. أيصفقون أم يسكتون؟ أيصفقون لأن الرجل الذي طالما هز قلوبهم ومشاعرهم يهز قلوبهم ومشاعرهم الآن أيضًا، أم يسكتون لأن الرجل الذي أسرهم ببلاغته وقوته وفصاحة لسانه يوشك أن يضعف؟ .. وللمقال تتمة...

 

[email protected]