رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

وسط أجواء سياسية مشحونة بالخطب والشعارات الوطنية، تربى الفنان عبدالوارث عسر، حيث كان والده على عسر صديق وتلميذ الزعيم الوطنى أحمد عرابى، وسانده هو ورفاقه فى الإعداد لثورته كان مشهورًا على عسر، بتأليف الشعارات الحماسية والتركيبات الشعرية التى ترتبط وتتفاعل مع وجدان الجماهير وتحول بيت الشيخ القاياتى إلى مركز لإعداد المنشورات، ما تسبب ذلك فى اعتقال على عسر وزملائه لمدة ستة أشهر فى قشلاء قصر النيل الذى تحول فيما بعد إلى فندق النيل هيلتون بميدان التحرير وظلت هذه الأجواء مستمرة حتى دخل الانجليز مصر عام ١٨٨٢ فعاد على عسر إلى بلده وتفرغ للعمل بالمحاماة، وهى عمله الأساسى.

وفى ١٧ إبريل عام ١٨٩٤ ولد عبدالوارث وتربى فى وسط أدبى فى منزل يمتلئ بكتب التراث العربى والآداب المصرية والأجنبية ومبكرًا بدأ فى نظم الشعر وخاصة الحماسى الذى يقود المظاهرات ضد الانجليز والقصر كتب اشعارا كثيرة يمجد فيها ثورة عرابى ضد الخديو توفيق. وانتقلت الأسرة فيما بعد من العزبة إلى القاهرة، فى حى الطبلاوى بالجمالية ثم انتقلوا إلى منزل آخر بجوار الجامع الأزهر. وكان البيت الجديد يحتوى على ساحة ضخمة جدًا.. تتسع لعشرات التجمعات وكان هناك تقليد وضعه عبدالوارث حيث جعل يوم الخميس ندوة أسبوعية يجتمع فيها مع رفاقه لقراءة الشعر والمقالات الوطنية وظلت الندوة مستمرة وناجحة حتى فوجئ على عسر باللورد كرومر يزوره أثناء انعقاد الندوة وقال له ما الذى يحدث فى بيتك يا شيخ على فقال له على عسر، تفضل يا جناب اللورد انهم مجموعة من شباب وطلبة الجامعات يلقون الشعر ويقرأون المقالات فى مجالات مختلفة، وهنا قال اللورد كرومر أوقفوا الخطب من اليوم وبالفعل توفقت اللقاءات ثم اتفق مع مجموعة من كبار البلد بأن يهتموا بإنشاء الكتاتيب لتعليم الصبية أصول القراءة والكتابة.

ولكن عبدالوارث عسر استمر فى طريقه بتجويد الشعر وفن الخطابة وكتابة المسرح وكانت أولى مسرحياته الدخلاء عام ١٩١٥، وكانت ترمز للمستعمر وتحريض الناس ضد الانجليز والقصر، ثم تواصلت مسرحياته التى كان يحشدها بشعره الحماسى فكتب مسرحية الحجاج بن يوسف الثقفى، ثم مسرحية الموظف. وكان عبدالوارث يكتشف المواهب الجديدة فى تأليف المسرح، وفى التمثيل وفوجئ بطالب بكلية التجارة اسمه عماد حمدى يجيد التمثيل والالقاء فأسند له دور البطولة فى مسرحية الموظف واكتشف كاتبين للمسرح هما محمود المهلمى وادوار ميشيل والاثنان هاجرا إلى بولندا فى منتصف الأربعينيات من القرن الماضى.

ثم عاد عبدالوارث سريعا إلى عالمه الأصلى الشعر باللغة العربية الفصحى حتى ترك ديوانا مهما اهتم بتجميعه وتنسيق محتواه الكاتب الناقد الكبير أحمد مصطفى حافط، وننتظر منذ سنوات طويلة طبعة فى نسخة شعبية، لكى يتعرف الشباب والأجيال الجديدة أصالة فنانينا ومبدعينا الكبار ومواهبهم المجهولة أمام أغلب الجماهير بل وكثير من المثقفين.

[email protected] com