رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

يظل العراق أحوج ما يكون إلى هذه القمة الثلاثية التى دعا إليها على أرضه، رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وعاهل الأردن عبدالله الثانى!

القمة كان من المقرر لها أن تنعقد قبل فترة لولا تأجيلها فى اللحظات الأخيرة، وكانت قمة سابقة بين الساسة الثلاثة أنفسهم قد انعقدت فى العاصمة الأردنية عمان قبل شهور!

أما لماذا يظل العراق أحوج ما يكون إلى قمة عربية خالصة من هذا النوع، فلأن الأراضى العراقية تواجه تغولًا على جوهرها العربى منذ أن سقط نظام صدام حسين فى عام ٢٠٠٣، وهذا التغول حدث ولا يزال يحدث من جانب إيران بالأساس من جهة الشرق، ثم من جانب الأتراك فى الشمال، وكذلك من جانب الأمريكان فى كل ركن من أركان العراق!.. يحدث هذا على المستويات الثلاثة، ولكنه أوضح وأشد على مستوى الإيرانيين، لأن حكومة المرشد فى طهران لا تخفيه وإنما تفاخر به وتعلنه!

ولذلك لم يكن غريبًا أن يستبق مصطفى الكاظمى انعقاد القمة بمقال نشره صباح السبت فى صحيفة «الشرق الأوسط» التى تصدر يوميًا فى لندن، وكان النشر قبل انعقاد القمة صباح اليوم التالى بحضور الزعماء الثلاثة فى عاصمة الرشيد!

وكان من الملاحظ أن رئيس وزراء العراق أعطى المقال عنوانًا من ثلاث كلمات هى: قمة استعادة الثقة.. وكان المقصود أن بلاد الرافدين سوف تستعيد ثقتها فى بُعدها العربى من خلال قمة كهذه، وأن قممًا أخرى من نوعها ربما تنعقد فى المستقبل القريب، لعل أرض بابل العراقية يتأكد لها بمثل ما يجب أن يتأكد لنا أنها كانت أرضًا عربية وسوف تظل!

كانت أرض العراق من أغنى الأراضى العربية ولا تزال.. ففيها يجرى نهران هما دجلة والفرات، وفى باطنها يستقر بترول كثير، وعلى سطحها خصوبة لا تعرفها أرض عربية أخرى، وثرواتها تجعل من كل عراقى أغنى الناس، ولكنه ليس كذلك.. فما السبب؟!

ولا بد أن وجوه التعاون بين القاهرة وبغداد وعمان لا حصر لها، وبالذات على المستوى الاقتصادى، ومن بعده المستوى الأمنى بالذات فى مواجهة هذه الجماعات الجوالة، التى لا تقيم احترامًا لوطن على أرضه، ولا لبلد على حدوده فى المنطقة!

وإذا كان كثيرون من أهل الرأى يعودون بهذه الفوضى فى منطقتنا إلى غزو العراق فى ٢٠٠٣، فليس أقل الآن من ألا يتوقف العمل عربيًا على أن يرجع العراق إلى ما كان عليه قبل الغزو المشئوم.. لا بديل عن ذلك، لأن التجربة تقول إن مرض العراق هو مرض لكل بلد عربى، ولأن صحة العراق إذا تحققت فإننا نراها منعكسة على وجه كل عاصمة عربية.. وإذا لم تحقق القمة الثلاثية هذا، فسوف تحقق جزءًا منه على الأقل، ليجرى البناء على ما حققته فى مراحل لاحقة!