عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لن أنسى ما حييت حدوتة عشق والدى رحمه الله للمحامى الوطنى الأشهر مكرم عبيد ، وكيف كان يحكى مستمتعًا ومكررًا ما يُحكى عن تفاصيل مرافعاته التى كان يحرص على متابعتها ، و الضحك على الطريف منها والتى كان يباغت فيها « عبيد « محامى الخصم بحيل قانونية بذكاء مهنى حاضر ومتقد ، وباستخدام لغة تميزها البلاغة ورشاقة التعبير المؤثرة على أذن وألباب متابعيه ..

حكى لنا الوالد كيف ترك « عبيد « أحد شهود الخصم يُعدد مشاهداته بحماس بالغ حتى انتهى من شهاداته ، ثم قام « عبيد « بغلق روب المحاماة ليغطى رابطة العنق تمامًا واقترب من الشاهد وسأله عن لون « الكرافت « فأبدى الشاهد دهشته فما علاقة ذلك بشهادته وكان رده «زرقاء» .. وهنا توجه « عبيد « إلى منصة القضاء بعد فتح « الروب « بأعلى صوته « حمراء « ياسادة كرافتتى حمراء وليست زرقاء كما أجزم الشاهد ، فما بالنا وكل تفاصيل شهادته كانت حول موقع شبه مظلم وفى الليل ، فكيف أتى بكل تلك التفاصيل وهو الذى وقف أمامى أكثر من ساعة ولم يلفت نظره لون الكرافت الأحمر ، وعليه تم إلغاء الأخذ بشهادة الشاهد الوحيد فى القضية ..

ويذكر أن مكرم عبيد السياسى وزير المالية فى زمن النقراشى كان يتكلم فى الميزانية العامة للدولة بلغة الأرقام المعطرة بالأدب، ومعلوم أن جريدة «الكتلة» صوت مكرم عبيد، قد كتب فيها تحت اسم «حكيم» أفكاره الممثلة لقناعاته، يقول «عبيد» مثل مقولاته «اللهم لا ميلاً مع الهوى بل ميلاً عن الهوى»| ويقول «الزواج بين الأفراد، إنما جوهره الامتزاج لا مجرد الازدواج» ، وذكر فى نعيه أحمد ماهر «وما الخصومة النبيلة والصداقة النبيلة إلا وجهان لصورة واحدة هى الوطنية النبيلة»..

يذكر الكاتب الصحفى مفيد فوزى أنه فى تجلية من تجليات محمد عبدالوهاب تكلم عن مكرم عبيد وكيف أنه فنان حتى أطراف أصابعه ، وكيف أن مكرم عبيد مستمع نادر للموسيقى والغناء وكان معجباً على وجه الخصوص بأغنية لى تبدأ بعبارة «جفنه علم الغزل» وأتذكر والحديث للموسيقار عبدالوهاب أن مكرم عبيد طلب منه تلحين نشيد يرحب بعودة سعد باشا من المنفى، فلحنه بجملة ثبتت فى أذهان الجماهير وهى «تحيا سعد»، ومعلوم أن بيت مكرم باشا ضم «بيانو» كثيراً ما كان يجلس إليه ويدندن! ..

وفى إحدى جولات دفاعه وقف ممثل الادعاء وهو يصيح بأعلى صوته أن تحت يد النيابة الدليل على ارتكاب المتهم للجرم فرد عليه مكرم باشا مشيرًا إليه بيده «اتلهى» .. فثار ممثل الادعاء طالبا اثبات الإهانة التى وجهت اليه من الدفاع ، ولكن الباشا بكل ثبات وهدوء وبابتسامة بسيطة قال « النيابة تلوح بالاوراق وأن معها الدليل على ارتكاب موكلى للجرم فأنا طلبت منها ان تقرأ سطور هذا الدليل و اتلهى هى من الفعل تلى أى اقرأ !!!» فضحكت المحكمة وكل من بالقاعة ولم يستطع أحد أن يمسك على الباشا شيئاً.

[email protected]