رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

حديث الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس وزراء السودان، مع جريدة لوموند الفرنسية هذا الأسبوع، يعيد تذكيرى بما كان الرئيس السيسى قد قاله فى مارس ٢٠١٤!

وقتها كان الرئيس قد قدم استقالته من منصبه كوزير للدفاع، ورشح اسمه فى السباق الرئاسى، فلما ذكر شيئًا عن أفكاره لاقتصاد البلد فى المستقبل، قال إنه لن يقبل أن يكون الاقتصاد المصرى معتمدًا على المنح، أو المساعدات، أو القروض، وأنه يريده اقتصادًا منتجًا!

فى حواره مع الصحيفة الفرنسية قال حمدوك إنه لا يريد لبلاده هبات، ولا مساعدات، ولا على حد تعبيره صدقات، وإنما يريد استثمارًا يأتى إلى البلد فيعمل وينتج، ثم يوفر بناء على عمله وإنتاجه الكثير من فرص العمل للشباب السوداني!

قبلها.. كان رئيس الوزراء السودانى قد حضر مؤتمرًا دوليًّا فى باريس، وكان الهدف من المؤتمر الذى حضره الرئيس تقديم العون الاقتصادى الذى يجعل الخرطوم قادرة على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.. وقد بادر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فأعلن خلال المؤتمر الذى استضافته بلاده شطب خمسة مليارات دولار من الديون المستحقة على السودان!

وقد بادر حمدوك فأشاد بما أعلنه ماكرون، داعيًا بقية الدول الدائنة إلى اتخاذ خطوات مماثلة للخطوة الفرنسية، لعل السودانيين يستطيعون اجتياز هذه المرحلة الفاصلة فى حاضر البلاد!.. فالمفروض أن سقوط نظام حكم عمر البشير فى ٢٠١٩ هو بداية لمرحلة مختلفة يكون الأساس فيها هو توظيف ثروات السودان بالشكل المنتج الصحيح.. وهذا لن يحدث إلا إذا قدمت الدول التى تتعامل مع السودان استثماراتها فيه على مساعداتها، وقروضها، ومنحها، وكذلك صدقاتها!

اقتصادات الدول التى قطعت خطوات جادة إلى الأمام تقوم على ما قال به حمدوك، ولا تقوم بأى حال على قرض مهما كان حجمه، ولا على منحة مهما كان قدرها، ولا على مساعدة مهما كان مداها.. فهذه كلها مسكنات لا تبنى دولًا ولا تنشيء اقتصادًا!

والحقيقة أن ما ذكره رئيس الوزراء السودانى يمثل منهج عمل لديه، لا جملة عبارة عابرة ذكرها فى حواره مع الجريدة الفرنسية، فهو منذ تولى مسئوليته فى رئاسة الحكومة لا ينسى أنه دارس للاقتصاد الزراعى، وأن الاقتصاد له أصوله وقواعده التى لا يستقيم حاله بغيرها، سواء كان زراعيًا، أو صناعيًّا، أو تجاريًّا!

وسوف تكشف الاستجابات الدولية لدعوة حمدوك، عما إذا كانت الدول جادة بالفعل فى مساعدة السودان فى هذه المرحلة من تاريخه؟!.. وقد كانت القاهرة فى المقدمة من العواصم التى جعلت يدها الممدودة بالعون إلى الإخوة السودانيين مثالًا على جدية المساعدة سواء فى المؤتمر أو قبل المؤتمر!