عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

 

 

 

 

حتى كتابة هذه السطور، مازال الاعتداء الإسرائيلى على غزة يتواصل بوحشية بالغة على مرأى ومسمع من المجتمع العربى والدولى، دون أن نسمع أو نرى خطوة عملية حاسمة لوقف هذه المجازر باستثناء بيانات الشجب والإدانة، التى تنطلق من هنا وهناك.

أم التناقض الواضح فهو ما تطالب به الأمم المتحدة بدفع كل الأطراف لوقف إطلاق النار، بينما فشل مجلس الأمن للمرة الثالثة فى إصدار بيان أو اتخاذ قرار بإدانة العدوان الإسرائيلى، على غزة، الأمر الذى يؤكد الأهواء الأمريكية لهذه المنظمة، وحتى بايدن الذى يدعو إلى التهدئة من جانب يستقبل تصريحات نتيانياهو من جانب آخر بارتياح شديد التى تقول (سيعود الهدوء والأمن ولكن هذا سيستغرق وقتًا)!

وفى المقابل على الساحة الدولية يتبارى وزراء الخارجية فى اطلاق التصريحات الإعلامية، مثل الدعوى للوقف الفورى للعنف، أو إدانة عمليات تهجير المقدسيين من منازلهم يعد جريمة حرب، وإذا اشتدت التصريحات طالبت بالحركة السريعة لأبعاد طرفى الصراع عن حافة الهاوية.

تتواصل تلك التصريحات بين الحين والآخر، بينما واقع الحال فى غزة يشير إلى دمار وخراب وانقطاع للكهرباء وقتل للأطفال وسقوط آلاف من النساء والرجال، لليوم الثامن على التوالى، وكما تشير الإحصاءات إلى سقوط ٢١٨ شهيدًا و٦ آلاف جريح، فضلًا عن القبض على ١٥٠٠ فلسطينى بعد طردهم من منازلهم، فى الوقت الذى تشيع فيه آلة الإعلام الإسرائيلية أن هناك نحو ٣ آلاف صاروخ أطلقتها المقاومة على الشعب الإسرائيلى الآمن!

وأيًا كانت صحة الأرقام، فالتحية واجبة لرجال المقاومة الفلسطينية فى غزة الذين يخوضون أشرس مواجهة ضد الإرهاب الإسرائيلى الذى يعده الأشرس ضراوة منذ اندلاع المواجهة بين المقاومة وقوات الاحتلال منذ حصار القدس فى عام ٢٠٠٦، التى لخصته الطفلة الغزاوية عليا قائلة: (نعيش أيام خوف، ويسقط اليهود الذين سببوا هذا الخوف).

ورغم بشاعة ما حدث فإن المقاومة الفلسطينية فى هذه الأيام أعادت إلى الأذهان القضية الفلسطينية التى تناساها الكثيرون، وبعثت برسالة غضب ضد المطبعين أو الذين يريدون التطبيع مستقبلًا، ومع ذلك تستمر المقاومة فى صمود دون تأييد من جانب الشارع العربى بالتظاهر أو الاحتجاج، بستثناء بعض الجاليات العربية فى السويد وألمانيا وإيطاليا وبعض المدن الأردنية والمغربية على استحياء، فى وقت أصبح فيه الوصول بالجرحى إلى المستشفيات أمر مستحيل بسبب قصف الطائرات التى يتم تموينها بالبترول العربى لقصف الطرق والجسور المؤدية للمستشفيات.

والسؤال: أين الدعم الشعبى لهذه المقاومة؟ ولماذا لا يبادر رموز العرب فى الخارج من فنانين ورياضيين وباحثين وعلماء بشرح عدالة القضية الفلسطينية لشعوب العالم بعيدًا عن الأنظمة الحاكم التى تريدها مقاومة بلا أنصار.