بين السطور
الكلمات التى يتضمنها مقالى هذا فى هذه الزاوية. ليست كالكلمات، والخيانة التى أتناول قصتها هنا ليست كأى خيانة، فهنا أتحدث عن أحقر واقذر أنواعها. إنها خيانة الاوطان يا سادة، فعندما ينكس الرجل رأسه امام امرأة بحجم برلمان وهى تحاسبه وتعدد مصائبه، ويصاب بخزى ولم يستطع ان يدافع عن نفسه وعن أفعاله، وتظهر ملامحه وكأن لسان حاله يطلب من الارض ان تبتلعه وقتها، اذن فهناك حادث جلل وجرم فادح ارتكبه هذا الرجل مصحوباً بعار لن يمحوه الزمن.
ففى هذه الواقعة تخطى راشد الغنوشى، رئيس البرلمان التونسى. كل الخطوط الحمراء وتشعبت خيانته ليس فقط فى بلاده بل امتدت أذرعه بالخيانة خارج حدود الدولة فى محاولة لجر بلاده للوقوع فى المؤامرة الكبرى لتنظيم الإخوان، لقد ذهب ليتآمر مع أردوغان المستعمر وفايزالسراج العميل ليؤازر هؤلاء المستعمرين ليحتلوا أرض ليبيا الشقيقة ويريقوا دماء الشعب الليبى ليحل مكانهم والعياذ بالله اذنابهم من المستعمرين الاخوانجية، والشراكسة، اذن ماذا حدث، ففى هذه السطور أنقل لكم صورة حية وواقعية عن الخيانة فى أقذر صورها، فقد كشفت خيوطها البرلمانية الشجاعة فى تونس عبير موسى التى حاربت وما زالت تحارب ضد كل أطراف القضية المشينة، فهذه المرأة تونسية.
ولدت عبير موسى فى عام 1975من أب يعمل لصالح الأمن القومى وهى حاصلة على درجة الماجستير فى القانون وشهادة الدراسات المعمقة فى القانون الاقتصادى وقانون الأعمال، وأصبحت محامية وشغلت عدة مناصب كان آخرها رئيسة الحركة الدستورية، وتمت تسميته لاحقاً باسم الحزب الدستورى الحر ففى إحدى جلسات المجلس هى والمنضمين لها ارتدوا تيشيرتات بيضاء مدوناً عليها «إقصاء الغنوشى واجب وطنى»، كما رفعوا عدة لافتات.
وفى هدوء تمكنت المرأة الحديدية عبير موسى من محاسبة الغنوشى رئيس البرلمان وقامت بسلخه وجلده بكلمات مثل طلقات الرصاص، مستنكرة زيارته لأردوغان والسراج. وفضحت علاقة حركة النهضة التى يترأسها الغنوشى بالمخابرات التركية ولم يستطع الرجل الدفاع عن نفسه فبين كل عدة اتهامات يطلب منها الرجاء بالالتزام بالأدب لترد عبير موسى: لا تقاطعنى، أنت الآن فى جلسة محاسبة. لينكس الرجل رأسه بخزى وعار. وتتساءل: أنت صادر ضدك أحكام غيابية منذ عام1991وكنت هارباً ولكنك دخلت البلاد عام 2011 بطريقة غير شرعية ونحن نرفض أن تكون رئيساً للبرلمان.
ومن بين الاتهامات التى وجهتها عبير موسى له محاولته إدخال تونس فى اجندات خارجية ويتبناها هو، مؤكدة له انه ليس من حقه حشد الدولة والبرلمان والشعب فى علاقاته المشبوهة وتناولت بالشرح زيارته السرية الغادرة لمؤازرة السراج وأردوغان لطعن الشعب الليبى الشقيق. كما اتهمته بإهدار دم التوانسة ومؤسسات الدولة وإحداث الفتن وفى نهاية جلسة محاسبة رئيس البرلمان توعدته باستخدام القانون لمحاسبته وكل اخوانى، مرددة هتافها تونس حرة حرة إخوان برة برة.. تحياتى لهذه المرأة الصلبة التى وقفت بصلابة لمحاربة الاخوان فى بلادها رغم كل ما لاقته منهم، بل وفضحت مؤامرتهم الدولية ضد بلادها وليبيا، فيا أيها المرأة الشجاعة تحياتى.