رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الأحد الماضى قرأت خبرًا عن وفاة الراحل الدكتور مصطفى السعيد، وزير اقتصاد مصر السابق إبان حكم الرئيس الراحل حسنى مبارك–رحمة الله عليهما.

وللحقيقة، فقد كان لى مع الدكتور مصطفى السعيد رحمة الله عليه مواقف عديدة، مرت عليها ما يزيد على الثلاثين عامًا، وقت أن كان سيادته وزيرًا للاقتصاد، وكنت حينها قد تركت منصبى بالقضاء واستقلت للتفرغ للعمل السياسى، وبالفعل تقدمت لحزب الوفد بطلب للعضوية وتم قبولى عضوا بالحزب عن محافظة الاسكندرية، نظرا لاننى سكندرى المولد والأصل، وكان والدى – رحمة الله عليه – رئيسا عن حزب الوفد بمحافظة الاسكندرية، وقد تولى بوزارة الوفد العديد من المناصب، كان آخرها منصب وزير العدل.

وقد اختارنى المرحوم فؤاد باشا سراج الدين رئيسا للحزب عن محافظة الاسكندرية، وكان ذلك عام 1984، وتوليت ادارة الحزب من مقر مؤقتا تبرع به احد كبار الوفدين بالإسكندرية إلى حين ايجاد المقر الدائم للحزب، ثم دارت معركة الانتخابات بمجلس الشعب فى هذا العام، وبعدها وصل إلى علمى أن هناك موقعًا مميزًا عبارة عن شقة خالية تابعة لوزارة الاقتصاد، وطلبت من فؤاد باشا إجراء اتصال بوزير الاقتصاد المرحوم الدكتور مصطفى السعيد، إلا أنه رفض بحجة حاجته لهذه الشقة.

ومنذ هذا التاريخ ظلت تلك الشقة مغلقة لفترة طويلة، وعلمت أن المرحوم الدكتور مصطفى السعيد كان له موقف مع حزب الوفد – آنذاك– مما دفعنى إلى كتابة العديد من المقالات الشديدة والعنيفة بالنسبة له، ومن باب المصادفة البحتة ذهبت ذات يوم إلى زيارة الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وكان موجودا حينها الدكتور مصطفى السعيد واقفا أمام مكتبه وبجواره المرحوم الاستاذ كمال الشاذلى وعدد من الزملاء، وفجأة وجدت الدكتور مصطفى السعيد يوجه لى الاتهام بأننى أكتب مقالاتى ضده بدافع شخصى، وهذا لم يحدث على الإطلاق مما أثارنى لحد أننى كدت أشتبك معه بالأيدى لولا أن المرحوم كمال الشاذلى احتضننى ودفعنى خارج الغرفة.

وظل الحال بيننا على ما هو عليه، فكنت كلما أقابله سواء فى مجلس الشعب أو فى أى اجتماع أو احتفال اغض الطرف عنه ولا أحييه ولا هو ايضا، واستمر الامر هكذا حتى انتهت فترة وجودى بمجلس الشعب وكذا تمت استقالته من وزارة الاقتصاد، وبعد ما يقرب من العشرين عام تقريبا تقابلت معه بالصدفة فى حفل عشاء أقامه أحد الاصدقاء بعد أن مر على هذا الخلاف الذى دار بينى وبينه ما يقرب من عدة أعوام، فوجدت أنه من الأفضل أن أوضح له حقيقة وسبب كتابة المقالات التى هاجمته فيها.

وفى تلك المقابلة وجدت أنه من الأفضل إذابة الخلاف بينى وبين المرحوم الدكتور مصطفى السعيد، وبالفعل توجهت اليه وجلست إلى جواره وقلت له، هل ما زلت تعتقد أن ما كتبته فى مقالاتى كان بسبب شخصى، فصمت، فقلت له على كل حال، فإن الحقيقة لم تكن كذلك ولكن موقفى هذا بسبب رفضك غير المبرر إعطاء حزب الوفد شقة الإسكندرية كمقر للحزب، رغم انه كان فى اشد الحاجة لهذا المقر، لان زميلنا الذى تبرع بمقر الحزب المؤقت كان فى حاجة لهذا المكان، هذا هو السبب الحقيقى فأنا ليس لى أى مطالب شخصية، وكل ما كنت تظنه غير حقيقى، فأومأ لى برأسه فى إشارة إلى أنه قد عرف حقيقة الموقف رحمة الله عليه.

أقول هذه الكلمات بمناسبة وفاة الدكتور مصطفى السعيد رحمة الله عليه، وأذكر أنه ابان توليه منصب وزير الاقتصاد وافق سيادته بالفعل على اعطاء حزب الوفد تلك الشقة، وقد أصبحت مقرا لحزب الوفد ومازال الحزب موجودًا بهذا المقر حتى الان، رحمة الله عليه وألهم أهله وأحباءه الصبر والسلوان.

وتحيا مصر.