رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوى الشريف، عادة مصرية، لا وجود لها في البلاد العربية.. نتبادل فيها التهنئة وحلوى المولد.. الأقارب يتبادلون التهنئة والحلوى.. والمسيحيون أيضاً يحملون الحلوى للمسلمين.. الأنبا يؤانس أديب أطلق مبادرة «أعيادنا واحدة» وقدم حلوى المولد.. وبهذه المناسبة سافرت إلى قريتى، والتقيت الأهل والأصدقاء، وعشنا «ليلة محمدية».

وقد تلقيت دعوة كريمة من الصديق الدكتور عبدالناصر عبدالله استشارى القلب المعروف، لنقضى ليلة المولد، واستضاف أيضاً بعض الأصدقاء، كأنه صالون ثقافى.. وتناقشنا كثيرا ًفي الشأن العام.. وكان السؤال: إحنا رايحين على فين؟.. هناك شعور متباين بين الاطمئنان والخوف من المستقبل، والخائفون يطالبون بتسريع «وتيرة» إنشاء المصانع، وزيادة الإنتاج.

وفى الحقيقة، فإن كل لقاء لا يخلو من الكلام في الشأن العام.. وهو نقطة إيجابية جداً، تعكس حالة وعى بلا حدود، تنامت بالتأكيد بعد ثورتين، ولا أحد يريد أن تعود عقارب الساعة للوراء.. ولست مع الذين يتخوفون من الكلام في السياسة.. فهو ليس مؤشرا ًعلى حالة غضب، بقدر ما هو حالة وعى، ورغبة في المشاركة.. وهذه الحالة تتكرر في كل الأمسيات بالطبع.

وفى ختام الليلة، كان الكلام عن مولد الحبيب، وهنا قرأ الأستاذ وحيد الصادق، أو «الشيخ وحيد» بعضاً من آيات القرآن الكريم، وأدى بعض التواشيح الدينية بصوت فخم.. وقد بدا أنه يؤدى كل شيء، بمهنية عالية واحترافية، لا تقل عن قرّاء القرآن والمبتهلين في الإذاعة.. وانصرفت وأنا مطمئن أننا شعب طيب يرضيه أقل شيء.. والمهم أن يكون على علم بما يجرى.

وفى السياق نفسه، تلقيت دعوة فاخرة من صديقى المستشار حسام الطماوى.. وهى من الدعوات التى تحدث بسبب وبدون سبب.. فما بالك أن تكون مع قضاة مصر، وفى ذكرى المولد النبوى الشريف؟.. وكانت ليلة من الليالى التى لا تُنسى، سواء في طبيعة الحضور، أو الضيافة أو الاحتفال بالمولد، مع كبار المقرئين والمبتهلين، وهم بالمناسبة أكثرهم «صعايدة»!

وعندى شعور بأن المستشار «الطماوى» يبدأ بدعوة الأصدقاء من الصعيد أولاً، ثم يستكمل العزومة بعد ذلك من أنحاء مصر.. المهم هذه العصبية للصعيد.. والمهم أن يكونوا جميعاً موجودين، إلا من اعتذر لعذر طارئ أو لظرف استثنائى.. وهكذا تكون العزومة من الوزن الثقيل كماً ونوعاً.. وهو حريص في كل مرة أن يوجه لى دعوة، ولا أرفضها ابداً لتنوع ضيوفها!

وباختصار، فإن المصريين لا يفوتون ليلة المولد أبداً.. وربما لا تجد دولة عربية أو إسلامية مثلها.. وبعض الميسورين يذبحون الذبائح، ويقدمون الطعام والحلوى.. كما يفعلون ذلك في رمضان أيضاً.. هؤلاء هم المصريون، وهذه هى مصر.. ألا يدعونا ذلك لكى نطمئن؟!

 

محمد أمين