رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

لا أعرف أول من قدّم درعا لمسئول؟ لكن الأمر تفاقم حتى صارت الدروع لدى المسئولين أكواما مكدّسة تحمل شعارات مُهْديها.. وقد يكون المهدي صادقا في إهدائه، وقد يكون المسئول المهدَى إليه مستحق التكريم والهدايا، لكن ماذا يفعل المسئول بهذه الدروع المتشابهة التى ربما لا يستحقها وربما كان المنافقون هم من اخترعوا هذه الدروع التى لا تحمل فنا، ولا روح جمال في معظمها.. فإنْ كان ولابد أن نُهدي فلماذا لا نهديه شيئا من المشغولات اليدوية ومنتوجات الحِرف التقليدية وبذا نشجع الحِرَف ونُرضى المسئولين بدلا من الدروع والمصاحفِ الصينية.

لماذا لا نجعل الحِرف التقليدية مشروعاً قوميا يعمل فيه شبابنا؛ ففى دولة تونس الشقيقة يعمل أكثر من ستة ملايين في مشروع الحِرف التقليدية وهذا يشجع السياحة ويسهم في القضاء على البطالة، ولنا أن نتخيل ان القرية التراثية في الإمارات يزورها أكثر من عشرين مليون سائح سنويا، فالعالم يحنّ إلى التراث في ظل هيمنة الحوسبة والرقمنة والحوكمة، يحن إلى المشغولات اليدوية، يرى فيها إبداع الإنسان وجمال صُنعه وصبره حتى تبدو الأشياء جميلة، ولا أنسى فرحة وزير الثقافة الصيني عندما اصطحبته للأقصر عندما كنتُ رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة، وكيف أبدى إعجابه والوفد المرافق بالمشغولات اليدوية والتماثيل المقلَّدة ورأى أن من المستحيل على غير المتخصص - اكتشاف التماثيل الحقيقي من المزيف منها. وعندما استمع لصوت الناي أشجاه وأعجب به أيما إعجاب وعندما رأى عازف الناي انبهار الوزير الصيني وإعجابه بالناى قدّمه هدية له، ليقول لى الوزير الصيني: إنها أجمل هدية تقبلها في حياته لشيئين لأنها آلة مصنوعة باليد، ولأنها آلته الموسيقية التى يعشقها العازف، فكونه يتخلى عنها، فهذا يؤكد كرم المصريين. هذه المشغولات اليدوية والحرف التقليدية تحيى في نفوس شبابنا زهو أجدادهم وتاريخهم وحضارتهم إنها تعيد رؤية الجمال وتقديره فمن لا تراث له لا مستقبل له.

أعود إلى الدروع الخشبية والبلاستيكية المكررة دون تنسيق ودون فن.. ألا نفكر في إعادة الجمال إلى تراثنا وننسى هذه الدروع الصماء؟ ونتوسع في منتوجاتنا اليدوية؟

خاتمة الكلام:

 قال أبو العلاء المعري:

إذا شئتَ أن تلقى المحاسنَ كلها

ففي وجهِ مَنْ تهوى جميعُ المحاسنِ

[email protected]