عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

مَولاى إنّى ببابكَ قَد بَسطتُ يَدى

مَن لى ألوذُ به إلاك يا سَندى؟

وبكده بان المقال من عنوانه، وعنوانه يا سادة تلك الأبيات الرائعة التى يُسبح بها صاحب الصوت الروحانى الآسر المميز المصرى الشيخ سيد محمد النقشبندى عندما ينطلق من ميكروفونات الإذاعة وشاشات التليفزيون لنعرف أن شهر رمضان قد حل بكل مظاهر الفرحة الروحية المصرية السنوية فتضاء الشوارع بنور أهلها الطيبين والمساجد بعناية الله وروحانية مصليها.. كم كان مبدعًا ذلك النقشبندى العظيم..

وبالمناسبة أعرض بعض سطور مقال كتبه الشيخ الرائع نشر فى مجلة (الإذاعة) بتاريخ 20 أكتوبر سنة 1968... كتب «اليومين دول واحد أخ صحفى قالب الدنيا بيدور علىَّ فى كل حتة علشان عايز يشوفنى يعمل معايا حديث بمناسبة رمضان.. اتصل بىَّ فى بيتى فى طنطا بس أنا ماكنتش موجود، والظاهر إنه يعرف أخونا مدير سينما (أمير) فى طنطا فوصاه يخلينى أتصل بيه، وفى الحقيقة أنا ماكنتش باتهرب منه، لكن أنا اليومين دول مشغول للغاية، وإن كان ده لا يمنع برضه إنى بأخاف من الصحفيين وبأخشى أسئلتهم الخبيثة الماكرة المفاجئة اللى لا تتيح للواحد فرصة التفكير الهادئ والتروى قبل الرد عليها.. مثلا قال لى: «بتروح السينما ولا لأ يا شيخ سيد؟!..» قلت له: «والله يا أخى إن الدين لا يعترض على أى فن نظيف يشير إلى الفضيلة، وأنا أذهب إلى السينما كلما سمعت عن فيلم جيد، وقد شاهدت كل أفلام محمد عبدالوهاب بلا استثناء أكثر من مرة وأحفظ أدواره كلها»..  فصديقنا الصحفى اتسعت عيناه من الدهشة وهو بيسألنى: «بتحفظ أدواره اللى بيمثلها فى السينما يا شيخ سيد؟!»  قلت له: «لأ يا أخى.. أدواره هنا بمعنى أغانيه أو ألحانه، وأتغنى بها فى كثير من الأحيان» وأعشق كذلك غناء أم كلثوم، فهو لا يثير فى النفس إلا كل أحاسيس شريفة عفيفة، حتى فى أغانيها العاطفية، فهى لا تغنى (إستنانى على السلم فى الضلمة يا حبيبى)، ولا تقول (أنا لابسة ومتزوقة على الآخر ونار الشوق مولعة فى جِتِة البعيدة)!!..، وسألنى: «عندك بنات كبار يا شيخ سيد؟!.» قلت له وقد ظننته سؤالا ويمر: «أى نعم، تلاتة.. اتنين متجوزين، والثالثة صبية تلميذة فى الرابعة عشر».. سأل: «بيلبسوا إيه؟!» قلت فى دهشة: «يعنى بيلبسوا ملابس طبعاً».. قال: «أقصد أى نوع من الملابس؟».. قلت وقد أدركت ما يرمى إليه بسؤاله: «يرتدين العادى جداً الشائع من الملابس الحديثة، يعنى على الركبة فى حدود المعقول، لكن تلك الموضة التى تسمونها (المينى جيب) فهذه تقليعة لا مكان لها عندنا».. قال: « بيروحوا للكوافير يا شيخ سيد؟!».. قلت: «أى نعم.. فى المناسبات فقط» ما رأيك فى الحب؟!».. قلت له: «الحب من العفاف لا أراه حراماً.. أقر الحب العفيف إذا كانت النوايا سليمة وليس بقصد التسلية». 

قدموا للناس الشيخ والكاهن من أهل الاستنارة كنماذج لدعم الوعى الدينى والروحى، لمقاومة رسائل الإقصاء الاجتماعى والثقافى لبشر منا على أساس الهوية الدينية أو الجنسية.. وتعالوا نردد ابتهالات النقشبندى لنحلق بأرواح تخففت من أثقال الكراهية والقبح السلوكى..

[email protected]