رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يفهم العرب شخصية هتلر ومآسيه، ورأوه بطلا مخَلّصا ، ومن العجب أن نرى عددا من العرب تسمَّى باسم هتلر ، ولقد رأيت لافتة رفعها الفلسطينيون بغزة  فى 13/10/2002

«تحية إلى هتلر قاتل الجراثيم ؛بل إن فريد عبد الخالق (رفيق حسن البنا) يقول فى مقابلة معه ببرنامج «بلا حدود» قناة «الجزيرة» فى 28/12/2003 : «لأن طبعاً إحنا خدنا من الغرب، و(هتلر) وشموخه، وتأثرنا بإيطاليا، والحرب جابت لنا مفهوم القمصان الملونة دي.. ».

والأدهى أن يقوم سمير صبرى بتقليد هتلر فى برنامج «اثنين ع الهوا» طوال شهر رمضان  2003 من هنا تأتى أهمية موقف العقاد من هتلر، وكيف سار ضد التيار السائد آنذاك؛ ففى كتابه (هتلر فى الميزان)الذى أصدره فى 1940 قبل أن تضع الحرب أوزارها ، وقبل أن يعرف المنتصر والمنهزم وإن كانت المؤشرات تشير نحو انتصار الألمان، «ونحن نكتب هذه السطور والرحى تدور ، ولا يعلم أحد ،أين يرتمى اللباب وأين ترتمى القشور» ويتعجب العقاد من موقف بعض الألمان من هتلر «وعلى جهل هذا الرجل وفراغ عقله لم تتورع جامعات ألمانيا أن تهدى إليه ألقاب الشرف العلمية والفلسفية، ولم يتورع الأدباء والشعراء أن يهدوا إليه الدواوين والمصنفات ، تمجيدا له واعترافا بسداد آرائه» ويرى العقاد هتلر فاشلا وهو فى قمة انتصاراته «الحق أننا لا نعرف فى الحاكمين بأمرهم رجلا أفشل حسابا من هتلر...وقد كان ذلك دأبه قبل ولاية الحكم وبعد ولاية الحكم ولا يزال دأبه إلى الآن» ولا يبخسه حقه «فهو فى الحقيقة صاحب عزيمة وصاحب إرادة» وهو«خطيب جهورى الصوت، شديد الإيمان بالعصبية الجرمانية».

لقد أبدع العقاد فى تحليل شخصية هتلر تحليلا نفسيا ؛ فبعد أن توقف حيال عصره ومجتمعه  وأمته بادر إلى تشريح كوامنه وسبر أغوار نفسه فى منهج علمى مستندا إلى روايات أطبائه ورفقائه وانطباعات زائريه ليخلص إلى أن « من خصائص هتلر أنك لا تجد فيه صفة واحدة»خالصة: للعظمة وصحو العقل والطبيعة، فكل صفاته النفسية والفنية ملتبسات بين الاضطراب والسلامة، وبين الهبوط والرجحان» وأنه «ناشز فى تبسطه وإعرابه» مرجعا ذلك إلى نشأته المضطربة وصباه البائس وأسرته المفككة وأمراضه النفسية التى يذكر منها «المرض الهستيرى وزيغ التكوين» وأنه مصاب «بآفة نفسية يسمونها شيزوفرينيا Schizophrenia أوما يعبر عنه فى العُرف الدارج بازدواج الشخصية».

لا نغفل التوسع الطموح لهتلر نحو السيطرة على كل العالم ولكننا لاننسى أن بعض الدول العربية الإسلامية كانت واقفة إلى جواره وقوفا حقيقيا أو معنويا لاحبا فيه بل كراهية للاستعمار البريطانى الذى كان يجثم على أرضها، وقد كان كتاب هتلر «كفاحي»  من العوامل التى ساعدت على الاهتمام باللغة العربية فى ألمانيا وربما نعجب إذا عرفنا أن أهم قاموس عربى فى اللغة الألمانية قد وضع لاهتمام سياسى بترجمة كتاب كفاحى لهتلر.

إن الموقف الألمانى فى عهد هتلر كان ضد اليهود، ولعل قراءة فى كتاب هتلر سالف الذكر توضح إلى أى مدى كانت الكراهية فى صدره ضد اليهود؛ ولم يكن فردا فى ذلك التوجه بل كان يعبر عن قطاع من الشعب. وربما كان ذلك من العوامل المساعدة التى حدت ببعض المستشرقين أن يسيروا فى فلكه فألفوا آنذاك العرب والمسلمين أعداء لليهود فأخذواهم مادة للدرس والاستشراق.

خاتمة الكلام

القاربُ القديم مايزالْ

وماتزال ياصديقتى أسماؤنا محفورةً على الرمالْ

ظلالنا تعانق الظلالْ

يحوطها الهوى ونبتةُ الوصال

وماتزال فى أصدائنا البحار

ومَوْجُها الذى يغار

فيطرح السؤال

أنلتقى أم كل ما مضى خيال؟

[email protected]