ضربة البداية
انشغلنا جميعا بإيجابيات وسلبيات مباراتى المنتخب الوطنى مع سوازيلاند، والدروس المستفادة من المباراتين وفرص المنتخب فى التأهل لنهائيات الامم الافريقية عن المجموعة العاشرة فى الكاميرون العام القادم، ومدى التغيير الذى طرأ على الأداء بعد رحيل الأرجنتينى كوبر وتولى المكسيكى أجيرى.. وكنت أنوى الخوض فى كل التفاصيل قبل مواجهة المنتخب التونسى التى أعتبرها الاختبار الحقيقى للجهاز الفنى الجديد، لكننى لم أتمكن من أن أمنع قلمى وقلبى وعقلى وكل مشاعرى عن التوجه نحو موضوع آخر لا علاقة له بالأهداف ولا الأداء ولا النتائج ولا أى نواحٍ فنية تخص مباراتى المنتخب مع سوازيلاند.
رأيت أن الأهم والأفضل أن اشير إلى د. ( سهيل الشملى ) طبيب المنتخب التونسى الذى أقدم على عمل انسانى رائع خلال مباراة تونس مع النيجر بملعب رادس والتى انتهت بفوز التوانسة بهدف نظيف بعد مباراة عصيبة وكفاح رائع من المنتخبين.. قبل نهاية اللقاء بدقائق قليلة سقط (كاتاكورى بوريما) المدافع الايمن لمنتخب النيجر والمحترف بنادى صفاء بيروت اللبناني،سقط على الأرض فجأة بدون اى التحام أو احتكاك مع أى لاعب، وبسرعة البرق اندفع طبيب المنتخب التونسى اليه مقتحما الملعب دون اذن من حكم المباراة ولا انتظار للجهاز الطبى لمنتخب النيجر، فقد اللاعب الوعى ولم يعد قادرا على التنفس وتوقفت عضلة القلب تقريبا واوشك على الموت وأجرى له اسعافات سريعة وبمنتهى الاحترافية وبفضل الله اولا استرد وعيه بعد أن كان على حافة الموت.
ويؤكد الطبيب الانسان ان اللاعب تعرض لما يسمى (موت جزئى) وهو يحدث نتيجة للمجهود الزائد عن الحد.. ووجه اتحاد النيجر الشكر له خاصة انه ظل متابعا لحالته فى المستشفى حتى غادر تونس عائدا إلى بلاده.
والغريب فى الأمر أن واقعة أخرى مشابهة حدثت فى المباراة السابقة لمنتخب تونس أمام سوازيلاند بمدينة مبابان والتى انتهت بفوز التوانسة بهدفين نظيفين، سقط أحد لاعبى سوازيلاند على أرض الملعب فاقدًا للوعى بعد التحام قوى مع المهاجم التونسى وهبى الخزرى ودخل فى دوامة وكاد يفقد حياته لولا ستر الله أولا ثم التدخل السريع للطبيب اليقظ سهيل الشملى الذى نجح فى اسعافه وانعاش قلبه وانقاذ حياته من موت محقق.
تحية لهذا الطبيب الانسان الذى لم يتوان فى إنقاذ لاعبين من منتخبين منافسين لأن الانسانية والمسئولية وإنقاذ حياة إنسان على وشك الموت أهم مليون مرة من أى منافسة أو بطولة تتحقق!!