عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

مَوّلاى إنّى ببابك قَد بَسطتُ يَدى.. مَن لى ألوذ به إلّاك يا سَندى. أقُوم بالليّل والأسّحار سَاهيةٌ. أدّعُو وهَمّسُ دعائى. بالدموع نَدى، بهذه الابتهالات والكلمات كانت وراءها الكثير من الكواليس التى قد لا يعلمها معظم الناس، فابتهال «مولاى» غير أنه أصبح ابتهالاً تاريخياً عند المسلمين وبالأخص المصريون، فإنه لم يظهر كباقى الابتهالات أو كان ظهوره عادياً، فهو يعد طقساً من طقوس رمضان التى تعد كونها كنجم كبير بالسماء يعشقه المصريون.

 فهذا الابتهال من تلحين العبقرى بليغ حمدى وابتهال الشيخ النقشيندى فكيف جمعهما هذا العملن أولاً كشف مبدعون مصريون، فى ذكرى شهر رمضان الكريم، عن بعض الكواليس الجديدة التى تتعلق بابتهال «مولاى إنى ببابك» الشهير لسيد النقشبندى، الذى تم إخراجه للمستمع العربى بطلب من الرئيس الراحل أنور السادات، الذى انبهر بتواشيح النقشبندى بشكل غير عادى، وطلب بناء على هذا الإعجاب، أن يتم جمعه بالموسيقار الموهوب الراحل بليغ حمدى فى عمل واحد، بالرغم من أن كثيرين وقتها اعتبروا الجمع بين الابتهالات التى تستمد جمالياتها من روحانيتها الخاصة، والموسيقى المعزوفة التى تخضع لقواعد، تجربة غير مأمونة العواقب.

وقال أحد الكتاب حينها معلقاً: «مع أحداث حرب 1973 التى وقعت فى رمضان 1393 هجرية، ظهر صوت النقشبندى فى أيام رمضان، وهو ينشد ويبتهل ويدعو للجنود الذين يحاربون على الجبهة». يروى الإذاعى الراحل وجدى الحكيم قصة ميلاد أنشودة «مولاى إنى ببابك» درة أعمال الشيخ النقشبندى وكلنا يعرف أن وجدى الحكيم كان إذا تحدث يأتى من المفاجآت بالكثير ويقول الحكيم: «كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته فى القناطر الخيرية، وكان النقشبندى موجوداً فى الاحتفال الذى حضره الملحن بليغ حمدى، وكنت أنا حاضراً هذا الاحتفال كمسئول فى الإذاعة المصرية، فإذا بالسادات ينادى لبليغ ويقول له: «عاوز أسمعك مع النقشبندى»، وكلفنى بفتح استوديو الإذاعة لهما».

 ويكمل الحكيم قائلاً: «بعدها تحدث معى النقشبندى وقال لى ما ينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة»، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال دون موسيقى، وكان فى اعتقاد الشيخ أن اللحن يفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، وقال لى: على آخر الزمن يا وجدى «هغنى»؟، وطلب منى الاعتذار لبليغ.

وعن كيفية تعامل وجدى الحكيم مع هذا الموقف يقول: “طلبت من النقشبندى أن يستمع إلى اللحن الذى أعده بليغ، واصطحبته إلى استوديو الإذاعة واتفقت معه على أن أتركه مع بليغ لمدة نصف ساعة ثم أعود وأن تكون بيننا إشارة أعرف من خلالها إن كانت ألحان بليغ أعجبت النقشبندى أم لا؟ وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين «مولاى إنى ببابك» التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عديدة هى أشرق المعصوم، أقول إمتى، أى سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجى، ربنا إنا جنودك، يا رب أنا أمة، يا ليلة فى الدهر، ليلة القدر، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر.

المثير أن بليغ أو النقشبندى لم يتقاضيا أى أجر ابتهال «مولاى» الذى أصبح علامة من علامات الإذاعة المصرية فى رمضان. فلو سألت الصغير قبل الكبير عن هذا الابتهال وجدته يحفظه ويدندن به قبل أن تكمل سؤالك فهكذا أصبحت هذه الابتهالات محفورة بداخل وجداننا وتحفظها عقولنا ليس لها مبرر غير أنها تدخل السرور علينا وتجلب لنا السعادة.