رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لا شك أن التعديل الوزارى كان فيه عنصر المفاجأة.. لم تتوقف تلك المفاجأة عند التوقيت ولكنها شملت المضمون أيضًا. كان هناك ثلاثة سيناريوهات للحكومة طبقا لمعلوماتى.. السيناريو الأول هو أن يتم إجراء تغيير وزارى شامل يسبق الانتخابات الرئاسية على ان يشمل التغيير رئيس الوزراء وعددا كبيرا من الوزراء.. أما السيناريو الثانى فكان يتضمن إجراء تعديل وزارى محدود مع استمرار رئيس الوزراء فى منصبه على أن يتم إعلان هذا التعديل مع بداية العام.. أما السيناريو الثالث فكان يتضمن استمرار الوضع كما هو عليه دون إجراء أى تغيير أو تعديل لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.. وكان السيناريو الأخير هو الأقرب حتى آخر لحظة، وهذا يعنى الحفاظ على حالة الاستقرار داخل التركيبة الوزارية وتأجيل أى تغيير أو تعديل إلى ما بعد الانتخابات.. ولكن المفاجأة كانت فى الاستقرار على السيناريو الثانى وتنفيذه بمجرد عودة المهندس شريف إسماعيل من ألمانيا وتكليفه بإجراء التعديل.

عاد رئيس الوزراء من رحلة العلاج بعد أن قضى فترة نقاهة فى ألمانيا استمرت 5 أيام.. ثم أتبع ذلك بفترة نقاهة فى منزله استمرت أسبوعًا.. قام بعدها بفتح عدد من الملفات الهامة.. من بينها ملف التعديل الوزارى الذى جاء بتكليف رئاسى.

عاصرت التعديلات والتغييرات الوزارية فى مصر منذ حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى عام 96 وحتى حكومته الثانية بعد ثورة يناير وذلك كمحرر لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. وفى رأيى ان المهندس شريف إسماعيل نجح فى هذه المرة ببراعة سواء فى عنصر المفاجأة أو فى طريقة إجراء التعديل.. فهذا التعديل هو الأول من نوعه الذى تجرى مشاوراته بعيدًا عن أروقة مجلس الوزراء أو أى مبنى حكومى.. وهو التعديل الذى لم يسبقه أى مقابلات شخصية مع المرشحين قبل الإعلان عنه وقد حدث ذلك مرة واحدة فى حكومة الدكتور أحمد نظيف.. وربما ساعده فى ذلك إدارته للملف وملفات أخرى من منزله بالاعتماد على الاتصالات التليفونية فى ظل وجود وزير آخر مكلف بتسيير أعمال الحكومة.

وبعيدًا عن عنصر المفاجأة فى التوقيت فقد كانت هناك مفاجأة أخرى فى المضمون.. وفى رأيى أن أهم مفاجأة فى هذا المضمون هى استمرار المهندس شريف إسماعيل فى منصبه.

منذ ظهور التغييرات الطارئة فى شكل رئيس الوزراء قبل سفره والشائعات تلاحقه حتى أننى كتبت ذات مرة فى المانشيت الرئيسى لـ«الوفد» أن رئيس الوزراء عقد 6 اجتماعات وزارية فى يوم الإجازة «كان يوم سبت» وذلك ردًا على تلك الشائعات.. وبعد سفر الرجل لإجراء عملية فى الخارج وتكليف المهندس مصطفى مدبولى بتسيير الأعمال ازدادت الشائعات حول استبعاده بسبب مرضه.

وفى رأيى أن انتشار تلك الشائعات يرجع بالدرجة الأولى إلى الطريقة الخاطئة التى تعامل بها المسئولون بمجلس الوزراء مع مرض المهندس شريف إسماعيل.

الذين تجاهلوا مخاطبة الرأى العام بالحالة الصحية للرجل تصوروا أن كونه رئيس وزراء معيناً وليس منتخباً فإن ذلك لا يفرض عليهم مخاطبة الرأى العام بحالته الصحية، ونسى هؤلاء أن رئيس الوزراء إذا كان غير منتخب إلا أنه يشغل المنصب التنفيذى الثانى فى الدولة ومن حق الشعب أن يطلع على تفاصيل تلك الحالة.

كان ينبغى على المسئولين بمجلس الوزراء أن يصدروا بيانين على الأقل بتفاصيل الحالة الصحية للمهندس شريف إسماعيل.. البيان الأول عند سفره لإجراء العملية والثانى عقب عودته.. وكان عليهم أن يعلموا أن هذا التصرف ما كان لينال من رئيس الوزراء.. لأنه ببساطة بشر يمرض ويتعافى ولا ينتقص هذا الأمر منه شيئا.

هكذا تم الإبقاء على رئيس الوزراء فى موقعه بعد شائعات كثيرة هنا وهناك.. ولكن لماذا كان القرار بالإبقاء عليه.. هذا ما سنتناوله فى المقال القادم إن شاء الله.