رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كان عزاء المرحوم إبراهيم نافع استفتاءً عليه.. لا يحتاج الرجل إنصافاً من أحد.. وكفى بمن تظاهروا فى حبه من مختلف الأطياف والفئات.. كفى بهم منصفين.

لم يكن عزاءً بالمعنى المفهوم.. اكتظت القاعة بالحضور، وليس لهذا العزاء قاعات.. فالجميع فى حب الرجل اجتمعوا وما تخلف أحد عن الحضور.. من قال إن المصريين فقدوا الوفاء.. هذا افتراء على هذا الشعب.. الوفاء كله تجسد فى هذا العزاء.. تلاميذ الفقيد وأقاربه اصطفوا فى مشهد مهيب لتلقى العزاء.. والجموع احتشدت وفاء للرجل الذى رحل عن دنيانا فى هدوء.

هناك من تصور أن مبنى النقابة الذى أصبح صرحًا بارزًا فى وسط القاهرة تم تشييده بتأشيرة أو بمكالمة تليفونية.. ولكن الذى حدث أن هناك جهودًا جبارة بذلها الرجل مع مختلف الأطراف فى الدولة على مدار شهور طويلة، ولكن لم يشعر أحد بذلك.. أذكر فى إحدى المرات أننا كنا مع المرحوم الدكتور عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، فى مقر مجلس الوزراء وعندما هم الرجل أن يستقل سيارته، قال له الزميل أسامة عبدالعزيز، محرر شئون مجلس الوزراء بجريدة «الأهرام» وقتها، أن الأستاذ إبراهيم قال لى لا تدخل «الأهرام»، ولا تأتِ لمجلس الوزراء إلا بعد اعتماد رئيس الوزراء لشيك الـ10 ملايين بتاع النقابة.. ابتسم الدكتور عاطف، وقال له «حاضر أنا ما يخلصنيش إنك ما تدخلش الأهرام يا أسامة».

كان إبراهيم نافع رجل دولة، وكان يستحق أكثر من هذا.. كان الرجل يجلس على أكبر مؤسسة صحفية فى الشرق الأوسط أكثر من ربع قرن، وكان نقيبًا للصحفيين لدورات متتالية، وترك بصمة فى كل موقع.. وترك ذكرى فى كل مكان.

كان إبراهيم نافع شامخًا وكسب احترام الجميع.. كان نموذجًا نادرًا وترك لنا إرثًا نفتخر به.. سواء على مستوى المواقف والحفاظ على كرامة الصحفى ووحدة الصحفيين أو على مستوى الخدمات وتطوير المهنة.

اختار المرحوم فؤاد سراج الدين مؤسسة «الأهرام»، لتكون دار طباعة وتوزيع لصحيفة «الوفد» منذ تأسيسها عام 1984، ونشأت علاقة وطيدة بين سراج الدين وإبراهيم نافع حتى وصل الأمربفؤاد باشا ليقول قولته المشهورة: «علاقة الوفد بالأهرام علاقة زواج كاثوليكى».. كانت «الوفد» صحيفة معارضة مزعجة للنظام، وكان إبراهيم نافع رجل النظام هو الذى يقدم للوفد كل المساعدة لتكون أكبر صحيفة معارضة فى الشرق الأوسط، كان يرى أن صحيفة «الوفد» تمثل إضافة لمصر والنظام مهما كانت حدتها.

لم يكن يضير أحداً أن يأتى الرجل فى آخر أيامه ليموت فى وطنه ووسط أهله وتلاميذه ومحبيه.. خسارة أن يموت إبراهيم نافع فى الغربة ويعود إلى وطنه فى كفن الموت.

كنت أتمنى أن يتم تكريم الرجل قبل رحيله بصرف النظر عن الاتهامات التى وجهت إليه، فما فعله إبراهيم نافع للصحافة يغفر له أى اتهامات حتى لو كانت صحيحة.. أما وإن الرجل أصبح اليوم بين يدى خالقه، فلا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.