رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

الحب.. ليس دبدوبًا أحمر أو وردة أو هدية فى علبة قطيفة، الحب شعور سحرى لا تترجمه كلمة ولا نظرة.. يترجمه إحساس وسلوك فعلى، الحب مفتاح لشفرة أى إنسان طبيعى مهما استعصت مفاتيحه، الحب الحقيقى المطلق الذى لا أقصره على حب رجل لامرأة أو العكس، بل أعنى به الحب الشمولى، أن تحب كل البشر حولك دون النظر إلى لون أو جنس أو عرق أو ديانه، أن تحب الإنسان، وتتمنى له الخير الذى تتمناه لنفسك، وأن يعيش فى خير وأمن وسلام كما تأمل لحياتك، الحب من السهل أن تصادفه أو تشعر به، لكن من الصعب أن تبقى عليه وترعاه وتنميه لتزهر لك ثماره، فالحب يحتاج إلى الكثير من الجهد حتى يستمر، وأول ما يحتاج إليه هو العطاء والشعور بالمسئولية ومنح للأمان واستلهام للثقة.

عندما يحب الأبوان طفلهما، يمنحانه كل الرعاية والعطاء والتربية القويمة، فينشأ الطفل صالحاً، سلوكه وخلقه طيب، ليكون هو بدوره بذرة أو نواة صالحة فى المجتمع، يمنح بدوره الحب لمن حوله، وعندما يكره الأبوان طفلهما لأى سبب سواء لخلافات بين الأبوين أو لضيق ذات اليد أو لأى أسباب أخرى، ثم تلقفته مؤسسات التعليم التى تلقنه الدروس بكل فنون الكراهية والإهانة والتهديد، لينشأ معقدًا كارهًا لأسرته.. لمدرسته.. ومن ثم المجتمع، ولا يتمتع بأى حب أو رغبة فى العطاء للآخرين.

عندما يكون الإنسان أى إنسان متمتعًا بالحب فى بيته، ومنعماً بدفء المشاعر بغض النظر عن الرفاهية المادية، فهذا الشخص، سيغادر منزله إلى عمله وهو محملاً بالحب لمن حوله، سيقابل زملاءه بابتسامة رضا وحب، وسيتعامل مع المواطنين طالبى الخدمات والمصالح بحب ورفق، وسيحاول أن ينجز المهام المطلوبة منه بدقة وشعور بالمسئولية، بالتالى ستنعكس تسهيلاته وخدماته إيجابيًا على المواطنين، فينصرفون من المصالح الحكومية أو المؤسسات وبداخلهم شعور طيب بالحب والرضى وستلهج ألسنتهم بالدعاء لهذا الموظف الودود الطيب الذى يسر لهم مطالبهم، وبالتالى سيعود المواطن لمنزله راضيًا مستبشرًا، وسيذهب لعمله فى اليوم التالى سعيدًا لقضاء مصالحه، وبالتالى لن يعقد بدوره مصالح من يقصدوه أثناء مهامه الوظيفية، وسينفذ الأعمال المطلوبة منه فى أريحية وحب، وهكذا تكبر دائرة الحب على غرار تأثير الكرة الثلجية «مع الفارق فى برودة التكوين».

واقلب الآية، تخيل نقيض كل ما سبق، طفل نشأ على الكراهية والعدائية، ماذا سيقدم للمجتمع سوى الكراهية، وستتلقفه المدرسة لتكمل على نفسيته ومشاعره البكر، ومن ثم ينطلق إلى المجتمع ليعمل وبداخله كل مشاعر البغضاء، فماذا سيقدم هذا الإنسان سوى الكراهية.

صناعة الكراهية فن، صناعته سهلة جداً، أما الحب يا سادة، فهو اللغز الذى تمكن الإنسان السوى من معرفة أسراره واستثماره لخلق مجتمعات مترابطة آمنة تنعم بالسلام، الحب يجعل الإنسان أفضل وأجمل وأرقى ولديه طاقة على العمل والإنتاج، الحب فضيلة الفضائل، أحبوا الآخرين ولا تنتزعوا ما ليس حقكم فتنشروا الكراهية، أحبوا الأماكن والأشياء لتصنعوا حياة أجمل.

[email protected] com