عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

يا بابا أنا عاوزة لما أكبر أدخل كلية المخترعين عشان أبقى زى ايدسون وأخترع لعب كمان للأطفال وعربيات بتطير من غير أجنحة.

فاجأتنى ابنتى ذات السبعة أعوام بهذه الكلمات ونحن فى زحمة المرور نتحاور فى المستقبل ووجدتنى أقول لها مفيش يا حبيبتى كلية للمخترعين قالت طيب إزاى أطلع مخترعة. 

هذا السؤال رغم بساطته وتلقائيته من طفلة فى عمر الزهور يفتح أبوابا لا تنتهى من الأبحاث والتساؤلات حول مستوى التعليم فى مصر وجدوى كل هذه المدارس والجامعات التى تقذف سنويا مئات الألوف من الشباب الى الشارع ليس لأن سوق العمل لا يستوعب ولكن لأن هؤلاء الشباب لم يتعلموا شيئا فى الجامعة ولا فى المدرسة يدوب يفكون الخط ونسيوا المعلومات القديمة التى تم حشو عقولهم بها بمجرد الانتهاء من الامتحانات. 

والسؤال هو: أما لهذا العبث الممتد من نهاية? هل نستمر فيما ألفينا عليه آباءنا نروح المدرسة والجامعة ونقضى ١٦ سنة تعليم ومصروفات بدون فايدة وهل تستمر الدولة تنفق مليارات على طباعة كتب لا يفتحها التلاميذ ومتى نصل الى ما وصلوا اليه فى الدنيا وتكون المناهج على آى باد أو تابليت ومتى نطور التعليم بجد ونكتشف العباقرة والمخترعين وننمى مواهبهم لعل وعسى أن يخرج من بينهم مخترع حقيقى يحقق لمصر ما لم يستطعه الأوائل. 

ووجدت أن الإجابة عن كل هذه التساؤلات لدى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس ياسر القاضى، هذا الرجل الذى يتحدث دائما ويؤمن بعبقرية شباب مصر وقدراتهم ويفتح أمامهم سبل التعليم والتدريب ويدعم بقوة مشروعات وشركات شباب لديه أفكار وتطبيقات واختراعات ولكن كل هذا لا يكفى لابد من وجود وسيلة لكشف هؤلاء الموهوبين من أطفال مصر ورعايتهم منذ الصغر والا تبخل الدولة عليهم لأنه أعظم استثمار وقد آمنت الدول كلها بأهمية الاستثمار فى البشر والانتقال الى اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا وهناك دول حققت نموا اقتصاديا غير مسبوق فى التاريخ بفضل أفكار ومبتكرات واختراعات ومشروعات وعبقرية شبابها. 

والآن، هل يمكن فعلا أن نرى فى مصر كلية المخترعين أو مدرسة تعقد اختبارات عميقة وبمواصفات عالمية لقبول الاطفال بها ويدرسون بطريقة مختلفة وبمناهج غير المناهج وطرق تدريس غير تقليدية لنرى من بينهم مخترعا واحدا فقط يمكنه أن يحقق لبلده مئات المليارات من الدولارات وأكثر مما تحققه كل المشروعات الزراعية والصناعية. 

ربما يتحقق هذا الحلم يوما وإذا لم يتحقق فاعتبروه مجرد أضغاث أحلام أو تخاريف.