ع الطاير
كان القطن المصرى والسينما يصنعان اسمًا تجاريًا لمصر فى الخارج، ويحققان دخلاً كبيرًا ماديًا إلى جانب رفع اسم مصر عاليا، ونشر الثقافة المصرية وكانت السينما بمثابة القوة الناعمة الجبارة لمصر فى العالم وفى الوطن العربى بصفة خاصة، ولم تنقل السينما وقتها أبدا إلا صورة مشرقة منورة لمصر.
والآن أين قوة مصر الناعمة؟ ما هى المنتجات التى تنير اسم مصر فى الخارج؟ وأين هيئة تنشيط السياحة وأين دور السينما وأين وزارة الثقافة ومن يساعد الدولة فى رسم الصورة الذهنية الإيجابية للدولة؟
وبالأمس فقط أسعدنى الحظ بحضور مؤتمر صحفى عالمى لشركة سى سى بلاس، واستمعت إلى الرئيس التنفيذى للشركة لمياء كامل، والتى أكدت حرص الشركة على رسم ونقل صورة ذهنية إيجابية عن الدولة من خلال توصيات دقيقة واضحة، ومن خلال قمة عالمية بعنوان قمة العلاقات العامة الدولية الثانية تحمل اسم صوت مصر بمشاركة 30 متحدثًا من مصر والعالم وهى القمة الثانية بعد نجاح القمة الأولى، والتى تخاطب الإعلام الخارجى والمجتمعات الأخرى فليس من الطبيعى ان نستمر نخاطب أنفسنا ونترك العالم من حولنا.
وقالت لمياء كامل إن العلاقات العامة أصبحت تمثل أهمية قصوى لإبراز صوت مصر ورؤيتها من خلال طرح التحديات والحلول، وتقديم صورة إيجابية تسهم فى جذب الاستثمارات الأجنبية فى كافة المجالات.
والآن ماذا يعنى تنظيم مثل هذا المؤتمر؟ يقول المهندس هانى محمود الوزير الأسبق للاتصالات إن البراندنج أو الدعاية وإشهار الماركة التجارية وترسيخها أهم عوامل التسويق ولا بد أن تعتمد مصر على أحدث أساليب البراندنج، وتعمل كفريق عمل للترويج لمصر ليس فقط هيئة تنشيط السياحة وقالت لمياء كامل إن القمة الأولى رفعت توصيات إلى الرئاسة ومجلس الوزراء، وأشارت إلى أن صناعة الصورة الذهنية الايجابية للدولة أمر مهم، ولا يمكن ان نترك الدولة وحدها تعمل لرسم الصورة الايجابية، فهى مسئولية جميع المؤسسات ومسئولية كل فرد فى الدولة ومسئولية المنتجات والسينما والإعلام وأركان صناعة الصورة الجيدة الاستثمار والانتاج والتالنتس وريادة الأعمال والتصدير والإنترتينمنت والقيم أيضًا، فلا بد ان تترسخ قيم هذا الشعب، فالشعب الإنجليزى مثلا معروف بالانضباط ودقة المواعيد وشعب مصر معروف بخفة الدم والذكاء ويجب ان تعمق صورة الشعب المضياف الكريم البشوش، ولا بد أن يكون خلف الشعارات حقائق فعلا حتى تصل الرسالة، وتترسخ الصورة الذهنية الايجابية للدولة، ولا بد ان يعاد النظر فى صناعة السينما وان تتضافر الجهود لتوصيل صورة ذهنية ايجابية للدولة لدى الناس فى العالم حتى تتدفق الاستثمارات الاجنبية والسياحة، ويتضاعف التصدير ويصبح مجرد وضع اسم مصر على المنتج كفيل بخلق لون من الارتياح والثقة والايجابية، حيث إن اقصر طريق للنجاح هو التميز والتركيز فى خطة محددة واضحة الأهداف والبرنامج الزمنى والنتائج السريعة، واستغلال كل الأحداث والزيارات العالمية مثل زيارة البابا لمصر والتى لم تستغل جيدًا وغيرها كثير لا بد أن نتمسك بالفرص، وحتى أنصاف الفرص ولدى مصر الكثير مما يرسخ صورة ذهنية عبقرية لمصر وشعبها.