عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

لأول مرة أجدني لا أقدر على الكتابة، لأول مرة ترتعش يدي وأنا أخط بقلمى لأكتب رثاءً لهؤلاء الغلابة الذين ذهبوا ضحية لإهمال متكرر، وعبث، وفشل لأكبر مرفق حيوى في مصر، طالته يد الفساد والسرقة والنهب طوال أكثر من 40 عاماً، ولن يستطيع وزير نقل ولا رئيس هيئة إصلاحه، إلا بعد قطع أذرع الفساد التى عششت فى كل أركانه، فالتطوير والتحديث لن يكون لهما جدوى فى ظل فساد وانعدام ضمير فاق الحدود ليحصد أرواح الأبرياء، الذين يدفعون فاتورة الإصلاح، ويدفعون أيضاً فاتورة الفساد والإهمال!

الكل مسئول من رئيس الوزراء حتى الغفير الذي يحرس شون وخطوط السكك الحديد التى تُنهب ليل نهار، رئيس حكومة يعلم أن المنظومة فاشلة من الداخل، وأن هناك تقارير منذ سنوات تؤكد وجود إهدار مال عام، وفساد استشرى داخل هذا المرفق الحيوي، ولم يتحرك لإصلاح هذا الفساد وهذا الإهمال، والسائق وعامل التحويلة والغفير يعلمون أن الإدارة عاجزة، ولا توجد عدالة في توزيع الأجور والمكافآت، وكشوف البركة، حتى وصلوا إلى حالة لامبالاة لا يمتد تفكيرهم سوى في زيادة مرتباتهم، وإعلان العصيان عند أول رفض لمطالبهم، ويبدؤون في تأخير إقلاع القطارات، وإحداث الأزمات لتحقيق مطالبهم!

يا سادة لقد تحول هذا المرفق إلى غابة من الإهمال، وإهدار مال عام، وقيادات في أبراج عالية، والنتيجة عربات متهالكة، ودورات مياه لا تصلح للحيوانات في عربات الدرجة الثانية والأقاليم، ناهيك عن حوادث السرقة وانتشار البلطجية، وشرطة القطار الذين ينامون طول الرحلة ويصحون على طريقة «مين هناك»، أما رجل الشرطة في القطار المكيف تجده ملاصقاً للكمسري يحمل له النقود طوال الرحلة، وكأنه حارساً للكمسري وليس لحفظ الأمن بالقطار، واسمعوا معايا حكاية «البيجامة» وهي حقيقية، فمنذ فترة تولى وزير نقل من الشخصيات الجادة، وقرر محاربة الفساد الضارب في الهيئة، وعندما بدأ يخطو أولى خطوات تلك الحرب، رد عليه أحد القيادات الفاسدة: خليه يقرب كدة مننا، وديته يتحط على الجدول سائق عامل «دماغ»، ويلبس قطارين فى بعض والوزير بعد الظهر يلبس البيجامة، وبالفعل لبس الوزير البيجامة بطريقتهم فى حادث قطار مسخرة، اتضح فيه فعلاً إن السائق عامل دماغ! 

إنه الضمير يا سادة، أي ضمائر تقبل أن ترى جثث القتلى من المواطنين الغلابة تتناثر، ولا تحرك ساكناً؟، أين الضمائر الغائبة التى تركت الإهمال يصل إلى هذا الحد؟، لقد تم صرف الملايين على تطوير المزلقانات والتحويلات والإشارات، وماذا بعد؟ كل فترة تزهق أرواح الغلابة، وماذا بعد؟ تتم إقالة وزير، ورئيس هيئة وبعض نواب الهيئة وماذا بعد؟! إن إصلاح مرفق السكك الحديد من الداخل هو قضية أمن قومي عاجلة، لابد وأن يضعها السيد الرئيس رغم مسئولياته الكبيرة في حرب التنمية والإرهاب على رأس الأولويات، وأتمنى أن تتولاها جهة إشرافية من القوات المسلحة الباسلة، بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، وأخيراً.. إن تطهير هيئة السكك الحديد من جذور الفساد بها وإصلاحها، هو بداية إصلاح كل شىء فاسد فى مصر، بعيدا عن اتباع نظرية البيجامة!