رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كنت أعتقد أن رونالد ريجان أسوأ رئيس أمريكي شهدته في سنوات وعيي السياسي.. فقد كان ممثلا من الدرجة الثانية وسياسياً «ترسو».. ثم جاء جورج بوش الابن ونسيت ريجان وأنا أتابع أداء بوش الابن.. كان فاشلا بامتياز.. ترك له بيل كلينتون اقتصادًا مزدهرًا، فدمر بوش الابن أسس الاقتصاد، وترك الولايات المتحدة سنة  2009 وهي ترزح تحت وطأة أزمة اقتصادية تاريخية أعادت إلى الأذهان انهيار الاقتصاد الأمريكي بين أواخر عشرينات القرن الماضي وأوائل الثلاثينيات.. وأرست حروبه في الشرق الأوسط أسس الخراب  والدمار.

الآن وصلنا الى دونالد ترامب، وهو في شهوره الأولى.. يكاد يسبق ريجان وبوش الابن في سوء الإدارة، مع كذب يومي لم يسبقه إلى مثله أي رئيس أمريكي.

هذا ما كتبه الكاتب الكبير جهاد الخازن منذ أيام في مقاله اليومي «عيون وآذان» بصحيفة الحياة اللندنية.. أبدع الخازن في تشخيص المشهد السياسي، وأوجز فيما كتب ووضع يديه على الحقيقة الدامغة وهي أن ترامب كما قال فى نهاية مقاله وباء أصاب الولايات المتحدة ولف العالم.

يسير ترامب من سيىء إلى أسوأ.. فشل في تنفيذ وعوده فيما يخص مشروع الرعاية الصحية الجديد، ولا توجد أي بوادر لإنعاش الاقتصاد كما وعد.

فشل في تحقيق وعده بإنعاش اقتصاد بلاده وتحقيق المزيد من الحماية للصناعة الوطنية، ولم يستطع الصمود أمام أوروبا والصين التي توعدت بالرد بالمثل في حالة فرض أي رسوم لحماية الصناعة الوطنية الأمريكية.. ولم يبدأ حتى الآن في تحسين البنية التحتية التي تحدث عن انهيارها في عهد أوباما.

ويواجه ترامب أزمة كبرى بسبب علاقته بروسيا فترة الانتخابات، وبدأت جلسات الاستماع بالبرلمان للمقربين منه لمعرفة خبايا العلاقة والبحث في تفاصيلها، ووجه الكونجرس ضربة استباقية لترامب بقرار فرض العقوبات على روسيا ولا أحد يعلم إلى أي مدى ستصل الأزمة.

وتفنن ترامب في افتعال الأزمات مع الإعلام الأمريكي وهاجم إعلاميين بأسمائهم، وتوعد وسائل إعلام بعينها حتى أصبحنا أمام تصرفات رئيس يحكم مقديشو أو الصومال وليس الولايات المتحدة.

فقط نفذ ترامب وعوده فيما يخص الحض على كراهية المسلمين وممارسة العنصرية ضدهم وظهر ذلك في  قرارات منع  الدخول من 6 دول اسلامية وتشجيع إسرائيل على تدنيس المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الصلاة فيه، بالإضافة إلى بناء المزيد من المستوطنات.. وإذا أخذنا في الحسبان قرار إلغاء الافطار السنوي بالبيت الابيض في رمضان لأول مرة في تاريخ امريكا الحديث، فإن هذا يكشف حجم الكراهية التي يحملها الرجل تجاه المسلمين وهي كراهية لا يستطيع  أن يخفيها.

هكذا يسير ترامب على خطى بوش، ولا أحد يدري أيهما سيكون أسوأ رئيس للولايات المتحدة.. هذا ما ستكشف عنه السنوات الباقية من حكم ترامب.. على فرض أنه سيكمل فترة ولايته.