رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الطاير

 

لن ينصلح حال الاقتصاد المصرى إلا إذا أنتجنا ما نحتاج إليه محلباً وما يمكن تصديره بأسعار وجودة تنافسية تصنيعاً وزراعة، بمعنى أكثر دقة لا بد من أن نحدد ماذا يمكننا أن نصنعه أو نزرعه من تل الواردات التى تغرق الاقتصاد سنوياً فى دوامة البحث عن الدولار والتى تستنزف موارد الدولة وتنعش اقتصاد غيرنا من الدول التى نستورد منها أشياء من العار حقيقة أن نستوردها، مثلاً فانوس رمضان وخروف العيد الصينى والولاعة والقلم الجاف والرصاص والأستيكة وهلم جرا. ما هى العبقرية فى تصنيع هذه الأشياء.

وفى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالطبع ليس من الحكمة استمرار استيراد الموبايل والتابلت من بلاد الدنيا كلها ولا يخفى على أحد أن السوق المصرى مطمع لكل الشركات لأنه سوق مستهلك شره.

وقد لا أبالغ إذا قلت إنه سوق سفيه يستحق الحجر عليه.

ولذلك كل ماركات الموبايل تبيع فى مصر وتكسب ملايين الدولارات فى الوقت الذى لا تتجاوز تكلفة الموبايل ٢٠ دولاراً، ولذلك هناك اتجاه تدعمه الدولة بقوة وسوف ينجح لتصنيع موبايل وتابليت مصرى.

أما ما يدعو للدهشة حقاً هو استيراد علبة الموبايل فهل تصنيع العلبة مشكلة وهى العلبة فيها إيه يعنى؟. والغريب أن عبوات اللبن والعصائر والجبنة كلها مستوردة، يعنى ممكن نصنع اللبن الجاف والعصير والجبنة ونستورد العلبة التى يتم وضع المنتج بها، وهذه كارثة ولا أعلم إيه العبقرية فى تصنيع العلبة.

يا سادة نزيف الدولار لابد أن يتوقف ونبحث بجدية وبدقة عما يمكن الاستغناء عن استيراده ونصنعه محلياً ولدينا ميزة تنافسية هى وفرة الأيدى العاملة ورخص أجورها.

وكيف يكون لدينا كل هذا الكم من الخريجين العاطلين وهناك وظائف تعانى نقصاً هائلاً، بالتأكيد العيب فى التعليم ولكن إلى أن يتم تدارك فشل النظام التعليمى يجب أن يكون التدريب التحويلى هو الحل ونشوف إيه المهن المطلوبة وندرب الناس عليها بجدية وكفاءة وليس مجرد شكليات ومنظرة، ويجب أن نهتم جداً بفتح مصانع مصرية لإنتاج كل شىء نقدر نصنعه لنخلق فرص عمل ونخفف من كارثة البطالة، من ناحية وهذا أمر لو تعلمون خطير ولنوفر الدولار.. والحكاية ليست معجزة، فقط مطلوب جدية ومتابعة وإحساس بخطورة الوضع الاقتصادى إذا استمر هذا الوضع العجيب فكيف نستسهل الاستيراد ونضع العراقيل أمام التصنيع والزراعة، وبالطبع تعلمون أن هناك قوى شريرة وخفية تتحكم فى السوق وتسعى إلى السخرية من كل محاولات جادة للإصلاح، وتحاول دوماً تكسير المجاديف وبعض رموز هذه القوى يتحكم فى السوق ويحقق أرباحاً طائلة وهو ما ينبغى أن نواجهه بالعمل الجاد والمثابرة والإصرار على النجاح.