رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم رصاص

«رايحين رايحين.. شايلين فى إيدنا سلاح.. راجعين راجعين.. رافعين رايات النصر..سالمين سالمين.. حالفين بعهد الله.. نادرين نادرين.. واهبين حياتنا لمصر.. باسمك يا بلدى.. حلفنا يا بلدى.

جيشك وشعبك يرد التحدى.. أرضك وزرعك.. شمسك وقمرك.. شعرك ونغمك.. نيلك وهرمك.. بدمى أفادى وأصد الأعادى.. وأفدى بروحى عيونك يا مصر».

قبلوا رؤوس جنودكم، قبلوا أياديهم، فهم الذين جنبوكم تقبيل يد أعدائكم، هذا ما شعرت به وأنا أقبل رأس أحد جنودنا الأبطال الذى فقد ساقيه، وهو يدافع عن وطنه فى سيناء، فى الحقيقة لم أتمالك نفسى، ولم أتحكم فى دموع عينى، أثناء زيارتى لهم فى مستشفى المعادى للقوات المسلحة، وهم يجلسون كالملائكة وسط رعاية طبية راقية ومتميزة، الجندى بجوار الضابط، منهم من فقد ساقيه، ومنهم من فقد إحدى ذراعيه، وبينهم من فقد إحدى عينيه، وهو يحارب فئران الإرهاب لحماية وطنه وعرضه!

رأيت خير أجناد الأرض، وكأنى أراهم لأول مرة، رأيت الصمود مرسومًا على جباههم، والبشاشة تضيء وجوههم، لتعطيك القوة، والأمل بأن الحق وهو اسم الله له جنود، تعلموا بالفطرة معنى الجهاد فى سبيل الله لحماية وطنهم ودينهم، رجال يواجهون المأجورين الذين تلثموا بالأفكار التكفيرية الهدامة، ليقولوا لهم نحن حماة هذا الدين والوطن!

رأيت عريف محمد رمضان الذى فقد ساقيه ويقول: ربنا اختارنى انى ابقى مجاهد فى سبيل الله، وشاهدت الابتسامة التى لا تفارق وجه الجندى السعيد محمد والذى فقد قدمه وهو يقول: الضابط اللى معايا استشهد وهارجع تانى آخد بتاره؛ وكمان عريف حسن فؤاد اللى قال مش هنسيبهم إلا لما نطهر سينا، ورأيت أحمد كمال الذى كان يريد تعليق جثة إرهابى على الدبابة، وقائده قال له «احنا مش زيهم، ديننا مش بيقول كده»، ورأيت كامل وبطرس ونعيم، وكلهم عزيمة وإصرار على الرجوع؛ وكاد شعر رأسى أن يقف وأنا أرى إصرار أحد الجنود المبتورة قدماه وهو يقول: انا عاوز أروح تانى وكلمت القائد العام للتصديق على عودتى، وعندما قلت له متعجبًا تروح تعمل إيه، أبكانا جميعًا بقوله: «بس أروح أعمل لزمايلى الشاى»!