رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

أنهى معكم سلسلة مقالاتى حول عوار قانون الأحوال الشخصية وظلمه للمرأة بكلمات هى الفصل، بالعودة إلى القانون الإلهى الذى نظم الحياة بلا ظلم.

معركة الحياة الزوجية منذ أول كلمة لطلب الزواج حتى كلمة النهاية.. صارت معركة، فما أن يبدأ الطرفان فى الحديث عن الزواج ومتطلباته إلا وتنتهى كلمات الحب والرومانسية، ويتحول الاتفاق على الزواج وتكاليفه إلى «خناقة»، المنتصر من سيدفع أقل، وكله «مكسب»، وفيما يقول الله سبحانه «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» يتحول الزواج لصفقة، فيتوارى الحب تدريجياً خلف المادية المجردة، ثم تأتى الحياة الزوجية الحقيقية، فينزل الطرفان فعلياً لأرض المعركة، كل منهما يحاول الانتصار على الآخر، إما بفرض الرأى والقرار، وإما باستغلاله مادياً حتى النخاع، ويضيع حلم السعادة وتحل الكآبة، وتتحول الحياة لصورة تقليدية مملة، وبقدوم الأطفال بمسئولياتهم يزداد الزوجان التعيسان تعاسة.. فيحدث أمران، إما الانفصال النفسى ثم الجسدى بينهما، وهما تحت سقف واحد، وإما الانفصال الفعلى المادى بالطلاق، وهنا تبدأ معركة أشرس..

لماذا إذا ما وصلنا إلى نقطة اللارجوع فى العلاقة الزوجية وكان الطلاق.. لماذا «نفجر» فى الخصام وننسى الفضل بيننا؟ لماذا نكيد للطرف الآخر ونتفنن فى الإضرار به وفضحه بالأكاذيب؟ لماذا يتحول الرجل لمنتقم جبار إذا ما مال قلبه لغير زوجته؟ فهو إما يطلق الأولى ويحرمها حقوقها بجبروت ويتهرب من واجباته الشرعية بكل مناورات الحروب، وإما يتركها معلقة مهملة حتى تضج هى وتطلب الخلع فراراً بنفسها ليفوز هو «بأكل» حقوقها الشرعية، متجاهلاً أوامر الله بالقرآن التى تعد قانوناً إلهياً لا يظلم بعده أحد فيقول سبحانه «لَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ»، ولماذا يتخلى الرجل على الوفاء بنفقتها ويتركها «تتلطم» أولاً فى الحياة الزوجية لتدير معظم أمورها بنفسها و«تخبط رأسها فى الحيط»، ثم يتركها أيضا بعد الطلاق تتلطم بين أبواب المحاكم للحصول على حقوقها الشرعية متجاهلاً قوله تعالى «وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ».

القانون الإلهى يقول إذا أراد الرجل استبدال زوجته بأخرى لا يظلمها فى حقوها بل يوفيها الحق كاملاً «وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً»، وقوله سبحانه «وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إلى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا»، كما أمر الله الرجل إذا طلق ألا يقطع الإنفاق على أولاده حتى لا يضيعوا وفقاً لقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الذى لا ينطق عن الهوى «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ»، كما يقول تعالى «وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»، أليست كل هذه الأمور والقضايا هى ما وضعنا قوانين الأحوال الشخصية لعلاجها.

لكن مهما وضعنا من قوانين.. سيتم التحايل عليها وتجاهلها، وستضيع حقوق الزوجة غالباً وسيضيع الأطفال «الرعية»، الحل والإنقاذ هو تنفيذ القانون الإلهى الذى وضعه لنا الله فى الكتاب والسنة وأن نتقى الله ونخافه ونراعى ضمائرنا ولا نظلم، وأختم كلماتى بقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «واستوصوا بالنساء خيراً، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله»، وقوله سبحانه «ولَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» صدق الله العظيم.

[email protected]