ضربة البداية
«الواقعية الكروية» هى ملخص أسباب فوز المنتخب الوطنى لكرة القدم على نظيره الغانى، وحصد أهم ثلاث نقاط تمثل بالنسبة للتأهل لمونديال روسيا 2018 نحو 40٪ من هذا المشوار المهم، والذى نترقبه منذ أكثر من ربع قرن.
والغريب أن كثيرين ممن تابعوا اللقاء خرجوا نصف سعداء، أرضاهم الفوز ولم يعجبهم الأداء، والمؤكد أنهم شاهدوا المباراة بطريقة متابعة البعض لأفلام المخرج الراحل العبقرى يوسف شاهين، حيث كان البعض يخرج من دور السينما وهم يؤكدون انهم لم يفهموا الفيلم.
الواضح أن المدير الفنى الأرجنتينى هيكتور كوبر قاد المنتخب الوطنى لفوز يستحقه، بعد أن تابع جيداً نظيره الغانى ومفاتيح اللعب ومصادر القوة ونقاط الضعف، لذلك تعامل معه بمنتهى الواقعية، وترك الضيوف يلعبون بالنزعة الهجومية التى لا يعرفون التخلى عنها، ونجح فى سد الثغرات بوجود محمد الننى وطارق حامد فى قلب الملعب، وعلى جبر وأحمد حجازى فى رقابة رأسى الحربة، واقتناص الكرات العالية المرسلة من على الجانبين.
نجح كوبر فى «جر» المنتخب الغانى للضغط والهجوم واستنفاد طاقتهم لتقليل الفارق فى اللياقة بقدر الإمكان بين المنتخبين، والذى يتفوق فيه الفريق الغانى نسبياً وهو ما وضح فى الدقائق العشر الأخيرة من المباراة.
تفوق كوبر تكتيكياً وكان جميع اللاعبين على المستوى المطلوب ونفذوا أدوارهم على خير وجه، باستثناء باسم مرسى الذى لم يكن له وجود على الإطلاق، وكان تغييره مطلوباً، وبعد خروجه ومشاركة رمضان صبحى تأكدت أهمية عدم اللعب برأس حربة صريح فى بعض المباريات أو فى بعض الظروف، ونجح صبحى فى صنع الفارق فى الشوط الثانى وبمهارته وذكائه قاد الهجمة السريعة التى حسم بها المنتخب المباراة بهدف عبدالله السعيد فى الدقائق الأخيرة من اللقاء.
والأداء الجيد للاعبى مصر لم يكن من فراغ، فقد كان لديهم فهم ووعى تكتيكياً ونجحوا فى تنفيذ ما طلبه منهم كوبر على مدار الشوطين، إلى جانب الناحية المعنوية ورغبة اللاعبين فى رد الاعتبار والثأر من الخسارة بسداسية فى التصفيات الماضية، وكسروا حاجز الخوف والقلق من «النجوم السوداء»!
ويبقى للمنتخب الوطنى أن يدرك أهمية المراحل المقبلة من مشوار التصفيات، وأن لقاء أوغندا فى ملعبها مهم جداً بعد أن أصبحت فى المركز الثانى برصيد 4 نقاط وزاد طموحها فى المنافسة بعد أن تراجعت غانا للمركز الثالث بنقطة واحدة، وعلينا أن ندرس جيداً منتخب أوغندا الذى تعتبر نتائجه مفاجأة، وأداؤه الحماسى يجب أن نضعه فى الاعتبار جيداً.