رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى نفس هذا المكان كتبت خمس مقالات متصلة عن مبنى الإذاعة والتليفزيون  - ماسبيرو - فى فبراير 2012 وبشكوى من رئيس قطاع الأخبار الأسبق السيد إبراهيم الصياد تم تحويلى للتحقيق بسبب ما كتبت أمام الشئون القانونية بتهمة  إهانة القيادات العليا، وتحديداً بقطاع الأخبار وعوقبت بخصم عشرة أيام من مرتبى فى تحقيق هزلى ومضحك.. وبعدما حدث فى الأيام الماضية من بث حوار قديم للرئيس السيسى بدلاً من حوار كان قد أجراه منذ أيام على هامش اجتماعات الدورة 71 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مع محطة «بى بى إس» الأمريكية، وجدت أنه من الأمانة كواحد ممن تربوا فى ماسبيرو منذ مطلع الثمانينيات حتى تقاعدى فى يناير الماضى، أن أسجل كلمة أخيرة عن مكان وأحوال أعتقد أننى قد خبرتها جيداً واقتربت منها أحياناً أكثر مما تحتمل الأعصاب.. الأمانة التى أقصدها أن أدلى بشهادة موضوعية عما أتصور أنه حقيقة الأوضاع فى ماسبيرو.. طوال السنوات التى شغل فيها السيد صفوت الشريف منصب وزير الإعلام، أستطيع القول بأن خبرات الرجل الأمنية جعلته يغلب سياسات الانضباط الوظيفى على ما عداها من أمور أخرى، وكان ذكياً فى توظيف هذه السياسات، بما ينعكس على خطاب إعلامى يخدم النظام السياسى بغض النظر عما إذا كان المحتوى الإعلامى، سيستوعب طاقات إعلامية حقيقية أم لا أو يمس هموم الناس ويعبر عنهم أم لا، والأهم هل كان حريصاً فى عرض الحقيقة أم تجميلها وأحياناً طمسها.. وما حدث طوال سنوات قيادة السيد صفوت الشريف للمؤسسة الإعلامية المصرية العامة كنت دوماً أقول من واقع متابعة ومشاهدة مباشرة ومن داخل المطبخ إن السيد صفوت الشريف كان وزيراً للتليفزيون، وما يسجل بشأن هذه المرحلة أن عددًا من الكوادر الإعلامية البارزة وقتها كانت من بقايا زمن احترم فيه رموز العمل الإعلامى مهنتهم، وأخلصوا لها وبانقراض هذا الجيل فتحت أبواب ماسبيرو لأنصاف وأرباع المواهب ولعائلات سيطرت بنسبة كبيرة على المشهد، لدرجة أن هناك ثلاثة أجيال تعمل معاً من كل أسرة من هذه الأسر، ومن يرد أن يتثبت فليذهب لماسبيرو، ويسأل واعفونا من حرج ذكر ما هو معلوم من المحسوبية بالضرورة.. حتى ثورة يناير 2011 كان الإعلام العام امتدادا لزمن وعصر السيد صفوت الشريف وظلت أعداد المتسربين إلى ماسبيرو فى تزايد وأكثر منها ترقيات عشرات، وربما مئات القيادات دون استناد لمعايير كفاءة حقيقية، وظلت تدار الأمور داخل ماسبيرو بشكل لا يختلف عن إدارة أى مرفق للمياه أو الصرف الصحى باستثناء برنامج ينفق عليه إعلانياً من قبل شركات ومؤسسات رجال أعمال، وبتوجيه مباشر من لجنة سياسات جمال مبارك.. بعد ثورة يناير 2011 أخذت الأمور فى ماسبيرو منحى كارثيا وسيطر الصوت العالى ولغة التهديد على الموقف، وكل قيادة جاءت للمبنى وزيراً أو رئيساً للاتحاد وجد نفسه تحت تهديد وعشوائية مطالب العاملين، والتى توزعت بين اقتناص قرارات مالية برفع كوادرهم المالية وبين الإصرار على ترقيات لوظائف عليا بغض النظر عن جدارة واستحقاق هذا أو ذاك.. وخلال خمس سنوات من 2011 إلى اليوم قفز للمناصب العليا أسماء كثيرة لم يحلم معظم أصحابها قبل عشر سنوات أن يقف الواحد منهم أمام باب المكتب الذى يجلس بداخله الآن بلا عمل وبلا كفاءة، وفى نفس الوقت انهارت أبسط معايير المهنية ومعها انكشفت الكثير من الضمائر الزائفة.. وأخيراً هل هى صدفة أن يسجن رئيس قطاع أسبق للأخبار بتهمة الرشوة والفساد ويسجن مذيع سابق بقطاع الأخبار فى جريمة قتل ويفصل مذيع ثالث بقطاع الأخبار أيضاً فى قضية رشوة مصورة، ويفلت مذيع رابع بقطاع الأخبار - متقاعد من عامين - من الحبس فى قضية رشوة من طلبة بلدياته بصعيد مصر لإدخالهم كلية الشرطة وأخرجه من القضية وزير الإعلام وقتها.. هل هى صدفة أن يكون لمعظم قيادات هذا القطاع الحاليين والسابقين ملفات تحقيق فى قضايا فساد؟ هل هى صدفة عاطفية أن تتزوج رموز سياسية من سيدات بقطاع الأخبار تحديداً؟.. أخيراً لو استمر هذا الطاعون الإعلامى الذى يضرب بجسد ماسبيرو  فليس مستبعداً على الإطلاق أن يبث بالخطأ حديث قديم للرئيس السيسى العام القادم وفى نفس المناسبة وبنفس السيناريو.

 

[email protected]