عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

سألت الدكتور عاطف عبيد -رحمه الله - عن أزمة التعليم في مصر .. فقال لي إن العملية التعليمية لها مدخلات ومخرجات، وطالما أن المدخلات تعاني من الخلل .. فإن المخرجات ستكون علي نفس مستوي الخلل، وأضاف : إذا أردنا إصلاح العملية  التعليمية فلابد من إعادة النظر في المنظومة  مكتملة.. كانت  هذه إجابة الرجل الذي رأس الحكومة في عهد مبارك 5 سنوات .. ولا تأتي أهمية هذه الإجابة من هذا السبب وحده .. ولكن لكونه - أي الدكتور عبيد- من المسئولين القلائل الذين يقدرون أهمية التعليم ودوره في إعادة بناء الأمم والأوطان، وأعتقد أن خلفيته كأستاذ جامعي كان لها الفضل في هذه النظرية .. بالإضافة إلي احتكاكه المبكر بالخارج أثناء حصوله علي الدكتوراه وكذلك أثناء توليه منصب وزير علي مدار 13 عاما قبل توليه منصب رئيس الوزراء .

قلت للدكتور عاطف عبيد لماذا لا ننهض بالعمليه التعليمية ونضع جدولا زمنيا لإنقاذ المنظومة .. فقال لي هذه العملية صعبة وتحتاج إلي إرادة سياسية وقناعات لدي المجتمع لأنه شريك وصاحب قرار في هذا الموضوع .. لأن الحل ببساطة يتطلب تحويل موارد أكبر في الموازنة للعملية التعليمية وهذا سيكون علي حساب الخدمات الأخري مثل الصحة والإسكان وغيرهما .. قلت هل يمكن أن نلجأ للحل الوسط بمعني أن نضع برنامجا إصلاحيا متدرجا ؟.. فقال لي لن يكون لذلك أي نتائج لأن جميع مدخلات العملية التعليمية تتطلب إصلاحا جذريا لن يجدي معها أي مسكنات .

قلت لرئيس الوزراء الأسبق وما هي رؤية حضرتك في الوقت الحالي .. فقال إنشاء كيانات جديدة بمدخلات جيدة ينتج عنها مخرجات مختلفة عبارة عن قيادات مثقفة وكوادر متعلمة يتم الدفع بها إلي مواقع الإدارة العليا وهو ما يضمن إصلاح رأس الهرم في مؤسسات الدولة، علي أن يرتبط إصلاح القاعدة بعد ذلك بإصلاح المنظومة التعليمية .. قلت وما هي هذه الكيانات؟ قال مدارس للمتفوقين ترعاها الدولة، وأخري بمستوي أقل بواقع مدرسة في كل محافظة وتكون برسوم معقولة فهي ليست مجانية ولا خاصة .. وبالفعل تبني الرجل فكرة مدارس المتفوقين ومن بعدها المدارس التي عرفت بعد ذلك باسم مدارس سوزان مبارك التجريبية .. وللأسف رحل الرجل .. وخرجت سوزان مبارك .. ولم نعد نسمع عن مدارس المتفوقين ، ولحقت مدارس سوزان مبارك بمثيلاتها من المدارس التجريبية، وانتهت فكرة الكيانات الجديدة المختلفة التي كانت تمثل بداية للإصلاح .

والآن وبعد أن وصل الأمر بطلاب الثانويةإلى تنظيم مظاهرات أمام نقابة الصحفيين وأمام وزارة التعليم .. وبعد أن أجبرت فضيحة تسريب الإمتحانات رئيس الحكومة علي عقد اجتماعات لتحديد المواد التي يتم إلغاؤها .. فإن الأمر يتطلب وبصفة عاجلة العودة إلي كلام المرحوم عاطف عبيد خاصة فيما يتعلق بالمدخلات والمخرجات وإلي البحث عن الطريق الصحيح الذي يبدأ من اليابان وسنغافورة.