عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكلمخانة

لم أسترح لظهور رئيس جامعة القاهرة د. جابر جاد نصار على شاشة التليفزيون يشيد بوليمة السحور التى أولمها رجل المال والحديد أحمد أبوهشيمة للطلاب والأساتذة فى جامعة القاهرة، فقد حرصت إحدى القنوات على بث تقرير تضمن بعض وقائع الوليمة ووقوف رئيس الجامعة فى حديث لم أرَ له ضرورة ولا مناسبة!، كما اندهشت عندما قطعت مذيعة القناة التليفزيونية وهى تقطع حواراً مهما مع أحد الضيوف لكى تذيع تقرير سحور السجق والفول والكبدة وعرباتها تسعى داخل الحرم الجامعى!، ولقد شفى نفسى أن غيرى قد بادر بالكتابة معترضاً على السحور الذى تفضل به رجل المال والحديد وقد رأى من كتبوا ـ وأنا معهم ـ أن سحور الفول والكبدة والسجق ليس مما ينفع الجامعة!، ورأى الكاتب الكبير مكرم محمد احمد ان رجل الأعمال كان أولى به أن يقدم ما يغطى بعض النواقص التى تعانى منها معامل الجامعة مثلاً، أو غير ذلك مما يعتبر فى حاجة الى استكمال ولا تملك الجامعة إمكانية الوفاء بهذه الحاجة، فكان ما كتبه مكرم كلمة حق أنصف بها جامعة القاهرة أولاً وقبل أى شىء.

وقد استكمل البعض صورته المنتقدة لهذا السحور بالحديث الذى يركز على تجارب لبعض أثرياء مصر ورجال أعمالها عندما كانوا يقدمون من مالهم ما يختارون له أوجه إنفاق تفيد صالحاً عاماً أينما كان هناك نقصان وحاجة، فهكذا كان أحمد عبود وطلعت حرب وغيرهما.

ولابد أن نتذكر دائماً أن جامعة القاهرة ذاتها ـ الجامعة الأم ـ قد تبرعت بالأرض التى تقوم عليها حتى اليوم الأميرة الراحلة فاطمة وقد كانت تملك هذه الأرض ضمن ما تملك فى الجيزة، وهناك من أثرياء حياتنا الحالية من خصص من ماله مبالغ ثابتة يرعى بها الفنون والآداب ومختلف النشاط الثقافى فيمنح بلجان متخصصة الجوائز السنوية للمجيدين من الأدباء والمثقفين والفنانين والشعراء، وعلى الصعيد العربى فإننا لابد أن تبقى فى ذاكرتنا الأيادى البيضاء لحاكم الشارقة وقد حفل سجله الخاص بمآثر له فى جامعة القاهرة التى تعلم فيها، فكان لها النصيب البارز فى إسهامات حاكم الشارقة خاصة فى استكمال المعامل اللازمة لكلية الزراعة التى تخرج  فيها الحاكم، وكانت استجابة هذا الحاكم بالغة الكرم، وقد عرض المؤرخ الراحل د. رؤوف عباس فى خطاب للحاكم مأساة الجمعية التاريخية التى ضاق بها مقرها فى إحدى عمارات القاهرة، كما أنها لا تتمكن من سداد بعض المتأخرات، وقد بادر الحاكم الى إرسال من يمثله الى د. رؤوف عباس، وطلب منه أن تختار الجمعية الموقع الجديد الذى تراه  مناسباً، وأنه سوف يبنى هذا المقرويؤثثه بكافة ما تحتاج اليه الجمعية، فى مقرها الذى نعرفه فى مدينة نصر منذ سنوات، ولا ننسى أن الشاعر الكويتى عبدالعزيز سعود البابطين مازال يرعى بأمواله مؤسسة لرعاية فنون الشعر العربى فى مؤتمرات سنوية للشعر العربى، ودراساته، وهذا بعض من نماذج كثيرة لأناس يملكون المال والعقل الراجح الذى يعرف أوجه الجدارة بإنفاقه من الأموال، والتى ليس من بينها حاجة البطون فى جامعة القاهرة للسجق والفول والكبدة!