رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شعاع

أزعم أن الصحافة الحق، على علاقة متنافرة أبداً مع السلطة، وأن الكاتب الحق لا يكون قريباً من السلطة، بل فى المنطقة المحايدة، وأن السلطة الحق تقبل النقد بسلاسة، وتستفيد منه فى البناء. السلطة الحق، تعرف حقيقة العلاقة مع الإعلام، وتفهم أنه من الصعب تأميمه، أو فرض قيود عليه، والتأكد من وجود ميثاق شرف، يقتدى به الإعلاميون.

ربما تمر الأزمة الحالية، بشكل توافقى، مرضٍ للسلطة، وربما غير مرضٍ لرغبة كل الصحفيين، لماذا؟ فى نظرى، لأن الوضع الحالى مختلف تماماً، مقارنة بأوضاع سابقة، الوضع السياسى مختلف، والتركيبة الصحفية للنقابة مختلفة، رحل معظم جيل الحكماء، وشيوخ المهنة، من أهل الحل والضبط والربط، إلى جانب وجود شحن معنوى غير مسبوق ضد الصحفيين، شارك فيه الجميع، من بينهم صحفيون أمنيون للأسف، بتشجيع من السلطة، لضرب وحدة الصف، وطعن صلابتهم، ووصل الأمر إلى تهديد بعقاب جماعى للأسرة الصحفية، بسبب موقفهم، الذى أراه موقفاً مشرفاً وصلباً وشجاعاً.

ربما تأجيل المؤتمر العام للجمعية العمومية، والمقرر له اليوم الثلاثاء، لا يعد تراجعاً عن موقف، لكنه استماعاً لصوت العقل، ليس عيباً لإعطاء الفرصة لكل الأطراف والوسطاء سواء من داخل مجلس النواب، أو خارجه لتفعيل جهودهم فى اتجاه حل الأزمة، هذه الخطوة تؤكد حرص المجلس على المصلحة الوطنية، وإعطاء الفرصة لكل الأطراف لإنجاح مبادراتهم، مع استمرار المجلس فى حالة انعقاد دائم.

وفى الوقت نفسه، أرى أن تمسك الصحفيين، بإقالة وزير الداخلية، وحظر نشر صورته، ورفض حظر النشر فى القضية، والإفراج الفورى عن الصحفيين المحبوسين، ليس عيباً، لأن هناك سبباً نتج عنه إهانة. الصحفيون لا يملكون سوى الكتابة، والاعتصام، لحين تحقيق المطالب، لا يملكون سوى الوقوف على قلب رجل واحد، وتجديد الثقة فى نقيبهم ومجلسهم، كى يستمر توحد الصف، ضد المخاطر.

السعى للتهدئة، من زملاء المهنة، أعضاء مجلس النواب، وعددًا من قدامى النقابيين، مرحباً به، لحل الأزمة ونزع فتيلها، بما يحفظ للنقابة حقها القانونى والأدبى كمؤسسة نقابية عريقة.

وفى كل الأحوال، يجب أن نعلم، أن السلطة، فى بلدنا، ومنطقتنا، لا تعترف إلا بالصحفى، المصفق، والمؤيد، والمحلل، لأفعال تلك السلطة، ما دون ذلك، تكون الصحافة، والإعلام الخاص والحزبى، غير مرغوب فيه لأنه معارض، وهذا ربما ما يحدث الآن، وهنا يقع الانقسام، بين صحفى يوصف بالحكومى، وآخر بالمعارض، صحف يهمه الدفاع عن السلطة، وآخر كاتب حر، لا ينتمى إلا للحقيقة، وثالث معارض على طول الخط، ورابع يعمل كبصاص على الجميع، وهذا هو الأخطر، وهذا الصنف استخدم ببراعة فى الأزمة الأخيرة بين الصحفيين والسلطة ممثلة فى وزارة الداخلية، ساهم فى إضعاف الموقف الموحد للصحفيين، ونقل بالفعل للسلطة، خبايا لم تكن لتعرفها، لولا وجود هؤلاء الصحفيين الأمنجية. نأمل السلامة لمهنتنا، والتوفيق لكل صحفى محترم، لا يباع ولا يشترى. ولا يخشى إلا الله فى عمله.

[email protected] com