حكاوى
فى ظل الدولة الجديدة يجب الدعوة إلى تكوين عقل دينى جديد والتحرر من أى جمود فى طريقة التفكير، وهذا يتطلب فعلًا إصلاحًا شاملًا للفكر الدينى الذى يعتمد على النقل والاستنساخ. والتجديد لا يتم المزايدة به كما تصدر الادعاءات، وإنما لكل عصر وأوان فكره الذى يليق به.
يبقى إذن هل تقف الأمة متفرجة على ما يحدث، فى حين أن الدولة الوطنية المصرية فى حاجة ماسة وشديدة إلى التجديد والتطوير، بدلًا من ترك الأمور بهذا الشكل.. نحن الآن فى عام 2024 وفى ظل تأسيس الدولة الوطنية الحديثة، وفى ظل مشروع وطنى يريد النهوض بالأمة المصرية، وتحقيق التنمية الحقيقية. وهذا لن يتحقق أبدًا فى ظل قضايا معاصرة شائكة وبالغة الأهمية، ويجب نسفها تمامًا، وهى الجهل والأمية والفقر والمرض، وكلها أعداء مباشرون لأية تنمية تقوم بها البلاد. ومن باب «أولى» أن يكون هناك إجماع على ضرورة الحرب عليها من كل اتجاه بما فى ذلك المؤسسة الدينية، ولو أن هناك بالفعل حربًا حقيقية من المؤسسة الدينية ضد الأفكار المتطرفة والإرهابية، لكانت الأمور قد اختلفت تمامًا، فليس من المعقول أبدًا أن يترك الملف لأجهزة معينة بمفردها، بل لابد من أن تكون هناك مشاركة فاعلة فى الحرب ضد الإرهاب من أصحاب العقول ضد هذه الجماعات. وصحيح مائة فى المائة أن المؤسسة الدينية تقوم بدورها، لكن ينقصها الكثير فى هذا الشأن.
إذن القضايا المعاصرة، بالعالم فى وادٍ ونحن فى وادٍ آخر، وأعلم أن المؤسسة الدينية لن تتوانى أبدًا فى المشاركة الفعالة فى هذا الصدد، وقد تحدثت عن ذلك أول من أمس فى مقالات سابقة ولا بد من وجود إجماع بين المنادين بإعمال العقل والسائرين على نهج النقل والاهتمام بالتراث.. والجميع حريص على التجديد، وأصحاب الفكر والرأى حريصون على ذلك أيضًا.. وبالتالى الهدف واحد، ويبقى الاتفاق على آليات موحدة من أجل تحقيق خطاب دينى جديد يتوافق مع معطيات العصر الحديث، ويحقق للأمة طموحاتها وآمالها فى تحقيق رفعة المجتمع.. فهل تخرج نتائج مرضية فى هذا الشأن.. أم يظل ما يحدث كلامًا فى كلام دون تحقيق أى شىء؟!!