رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين


إذا تأملنا فى تاريخ مصر المعاصر حول كيف كان يقوم الشعب المصرى بإختيار رئيسه الذى سيحكمه ؟ فسنجد التاريخ يحكى لنا العديد من الغرائب و المفارقات و عند قرائتك لهذا الجزء من التاريخ ستشعر و كأن الأيام تعيد نفسها من كثرة تشابهها و هذا ما ذكره لنا التاريخ فى السطور التالية : ففى عام 1952 قام اللواء محمد نجيب و معه مجموعة الضباط الأحرار بعزل الملك فاروق و اقصائه عن البلاد ليتولى اللواء نجيب الحكم وسط تأييد شعبى كبير وقتها و لكن سرعان ما دب الخلاف بين نجيب و بين العقيد عبد الناصر عام 1954 و الذى أسفرت نتيجته انقلاب العقيد عبد الناصر وقتها على الرئيس نجيب و عزله  بل و تحديد اقامة اللواء نجيب حتى مماته . و تولى العقيد عبد الناصر الحكم و أصبح رئيسا للبلاد وسط حالة من الإستغراب الشعبى عن سبب انقلابه على اللواء نجيب ، إلى أن حدثت محاولة اغتيال فاشلة ضد الرئيس عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية و الذى نجى منها الرئيس عبد الناصر ليخرج من هذا الحادث بتأييد شعبى كبير ، إلا أنه و بعد مرور عدة سنوات بدأ يكثر على الساحة بعض معارضيه و كان من أهم اسباب المعارضة هى اقحام عبد الناصر الجيش المصرى فى عدد من الحروب مثل حرب اليمن و الجزائر إلى أن استنفذت طاقة الجيش و كانت هزيمة 1976 هى القشة التى قسمت ظهر البعير . و التى قرر عبد الناصر على أثارها التنحى . لكن هذا القرار قوبل برفض شعبى كبير فتراجع عنه ، إلا أن الرئيس عبد الناصر بعدها قام بإعتقال العديد من معارضيه و إقصائهم و وضعهم فى السجون إلى أن توفاه الله عام 1970 .
و تولى نائبه الرئيس محمد أنور السادات الحكم و الذى قام بالإفراج عن بعض من حبسهم الرئيس عبد الناصر و أقصاهم عن الحياة السياسية ، و بعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة حصل السادات على تأييد شعبى كبير . إلا أنه بعد قيام الرئيس السادات بإبرام معاهدة السلام بيننا و بين إسرائيل و التى قوبلت وقتها من البعض بشيئ من الرفض بالإضافة لبعض السياسات التى لم يرضى عنها البعض وقتها فقام الرئيس السادات يوم الخامس من سبتمبر عام 1981 بالتصديق على جواب اعتقال لأكثر من 2000 مواطن ممن يختلفون معه الرأى سواء من السياسيين أو المفكرين أو المثقفين بل و من رجال الدين الإسلامى و المسيحى و الذى كان من بينهم الشيخ المحلاوى و البابا شنوده و إقصائهم من المشهد مما أثار جدلا واسعا وقتها إلى أن تم إغتيال الرئيس السادات يوم السادس من أكتوبر 1981 أى بعد تصديقه على هذه الإعتقالات بثلاثون يوما.
فتولى نائبه محمد حسنى مبارك رئاسة البلاد و الذى قام ايضا بالإفراج عن بعض ممن اقصاهم الرئيس الراحل السادات . و دارت الأيام و بعد ثلاثون عاما من حكم الرئيس مبارك انتشر الفساد و المحسوبية و أصحاب السلطة و النفوذ و لكن الكثير من الشعب لم يعجبه الوضع الذى آلت أليه البلاد . فبدأت أصوات المعارضة تعلو ، إلا أنه قام هو الأخر بإقصاء معارضيه و الذى ظهر هذا جليا فى انتخابات برلمان 2010 و التى تعد من أسوء الانتخابات فى تاريخ مصر لما شهدته من عمليات تزوير فجة تم تصوير بعضها من خلال الهواتف النقالة و تم عرضها فى مواقع التواصل الإجتماعى و التى أصبحت هذه المواقع هى ملاذ الشباب و عالمهم الوهمى الذى بنوا فيه احلامهم بعد أن أقصاهم نظام مبارك و أصبحت مصر وقتها للمحاسيب أولاد المحاسيب أم باقى الشباب من عامة الشعب فممنوع الإقتراب أو التصوير .
إلى أن قرر الشباب أن يخرج من عالمه الوهمى على مواقع التواصل الإجتماعى ليبنى عالمه الحقيقى على أرض الواقع ، عالم خالى من المحسوبية و الفساد فقامت ثورة 25 يناير 2011 المجيدة وسط تأييد شعبى واسع على أمل بداية عصر جديد يحمل الغد المشرق للمصريين .
و انتصر الشباب و تم عزل الرئيس مبارك و نظامه يوم 11 فبراير 2011 ليتولى المجلس العسكرى بقيادة المشير طنطاوى إدارة شئون البلاد ليعلن المجلس وقتها بأن الفترة الانتقالية لن تزيد عن ستة أشهر ليتحقق بعده حلم الشباب و ما سعوا من أجله فى وضع مصر بالصورة التى تليق بها وسط الأمم ، و لكن طالت هذه الفترة لتصل إلى عام و نصف تنازعت خلالها القوى السياسية حول بأيهما نبدأ الدستور أم الانتخابات الرئاسية وهل يتم كتابة دستور جديد ام يتم الإكتفاء بتعديلات بسيطة لكى تسير الأمور . إلى أن استقر الحال على اجراء تعديلات دستورية ثم جرت انتخابات رئاسية بعد عام و نصف ليفوز على أثرها الدكتور محمد مرسى و يكون رئيس لمصر فى الثلاثين من يونيو 2012 و يتم فى عهده انشاء دستور جديد وضعه 100 عضو من مختلف المجالات .
و بدأت فترة رئاسة الرئيس مرسى و التى شهدت هى الأخرى العديد من الإضطرابات و التى كان ابرزها المطالب الفئوية و نقص الوقود و الانقطاع المستمر للكهرباء مما أثار غضب العديد من المصريين و قرروا رفضهم لهذا الوضع لأنه يتعارض عما كانوا يحلمون به أبن ثورة 25 يناير و على هذا الأساس قامت ثورة 30 يونيو 2013 و تم اقصاء الرئيس مرسى و عزله على يد الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها استجابة لمطالب الثوار ليتولى المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد لحين اجراء انتخابات رئاسية مبكرة .
و بعد عام أجريت انتخابات رئاسية خاضها الأستاذ حمدين صباحى ينافسه فيها المشير المتقاعد وقتها عبد الفتاح السيسى . و التى أسفرت عن فوز المشير السيسى ليكون رئيسا لمصر فى منذ أول يونيو 2014 و حتى كتابة هذه السطور .
و يبقى السؤال . متى سيرى المصريون استقرارا تنتج عنه انتخابات هادئة ؟ اعتقد أن الإجابة ستكون بأنه إذا رسخنا فى مناهج التعليم فى مدارسنا و جامعتنا و إعلامنا عن فكرة احترام الرأى و الرأى الأخر و تعلمنا كيفية النقد البناء البعيد عن التجريح و التخوين . وقتها سننتصر جميعا على خلافاتنا . و يعم الخير و السلام الذى نأمله و تتحقق التنمية التى طال انتظار تحقيقها .