ضربة البداية
لا أدري لمصلحة من يتم محاربة الحكام المصريين، وما هو الموقف اذا امتنع الحكام عن إدارة مباريات الدوري، هل يمكن ان تقام مباريات بدون طاقم حكام؟ وهل التشكيك في ذمم بعض الحكام نضرب به لجنة الحكام بالكامل، وهل الحكم يجب أن يطبق قانون اللعبة بما يرضي الله، أم عليه أن يطبق سياسة التوازن في قراراته ويسعي لارضاء الطرفين حتي لايتم مهاجمته.
المشكلة ليست في حكم احتسب ضربة جزاء أو أكثر خلال احدي المباريات، إنما في الطريقة التي يتعامل بها البعض معهم بعد كل مباراة والتشنيع والهجوم الذي ينال السمعة، المفروض أن نتعامل مع الأمور بطريقة أهدأ وألا تكون نتيجة مباراة دافعا للانفعال علي الحكام والهجوم الشرس عليهم.
والمفروض إذا كان هناك من بين الحكام من يتلقي رشوة أو يتم اتهامه بذلك، أن يكون المكان الطبيعي لهذا الحديث هو النيابة وليس الاعلام ولا المؤتمرات الصحفية، حتي لا يختلط الحابل بالنابل ولايطول الاتهام الجميع وحتي لا تفقد الجماهير الثقة في الحكام جميعا.
لمصلحة من يسعي البعض لهدم المنظومة الكروية المتعثرة أصلا والتي تعاني الأمرين منذ 25 يناير 2011، ولمصلحة من تتوقف مسيرة المسابقة ويتم التشنيع علي الحكام الرياضة فوز وهزيمة، وليس معني التعثر في احدي المباريات وبدلا من محاسبة الجهاز الفني واللاعبين المقصرين يختار البعض الطرف الأضعف وهو من وجهة نظر الكثيرين الحكام، للهجوم عليهم والنيل منهم حتي لو كانت النتيجة إثارة الفوضي والقلاقل، وبهذه الحالة يمكن ألا تكتمل مسابقة الدوري الذي يواجه أزمات بالجملة ويأتي علي رأسها الالتراس الذي اعلن التحدي إما أن يدخل المباريات أو لن يكتمل الدوري.
قمة التحدي لهيبة الدولة، وتدعم تحركات الالتراس الاحتجاجات المستمرة علي الحكام الذين اهتزت ثقتهم في انفسهم وأصبح الكثيرون منهم غير راغبين في ادارة المباريات أو نادم علي اختيارهم لهذا الطريق للانضمام للمنظومة الكروية، وأخشي ما اخشاه ان يأتي يوم لا نجد فيه من يحكم مباريات كرة القدم
ولا يعني ذلك انه لايوجد حكام لديهم اخطاء ولكن هناك قانونا، ولا يمكن ان تنسحب الاتهامات علي الجميع، لأن الغالبية شرفاء ويؤدون عملهم بكل امانة ولايهمهم إلا الأداء الجيد والخروج بالمباراة الي بر الأمان ولايستحقون كل هذا الهجوم والاتهامات الجارحة.
الاتهامات إذا ثبت الدليل عليها لايمكن السكوت أو الدفاع عمن ارتكبها ولا يوجد من هو فوق القانون، بدليل أن أكبر رأس في منظومة الكرة في العالم سيب بلاتر رئيس الفيفا تم ايقافه 8 سنوات بعد التحقيق معه وابتعد تماما عن كرة القدم بعد ان كان «رقم واحد» في هذه المنظومة العالمية، ولكن الهجوم ليلا ونهارا علي الحكام ليس منطقيا ولا يخدم اللعبة بل يعجل بانهيارها وعدم استكمال الدوري!