عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

في زمن الطرابيش، وفي جلسة برلمانية شهيرة، انبرى الكاتب الكبير والأفوكاتو المتصيت والنائب الرائع فكري أباظة متناولاً قضايا حقوق المرأة المصرية « هناك فرق كبير بين التقاليد التي عرفناها قبل أن يبدأ النظام النيابي بسنين والتقاليد التي عاصرت النظام النيابي في مصر، لقد كانت التقاليد المصرية فيما مضى لا تسمح بتعليم المرأة إلا أن يكون ذلك في البيت ولم تكن تعمل في الوظائف ولم يكن يُسمح لها بمباشرة الواجبات الاجتماعية كان ذلك كله قبل سنة 1919، فلما حدثت الثورة المصرية وظهرت النساء بمظهر المساهم مع الرجال في تلك الحركة المباركة بدأت طلائع المطالبة بحقوقهن السياسية وحدث التطور بسرعة البرق فإذا بالمدارس تجمع بين التلاميذ والتلميذات وإذا بالجامعات تكتظ بالفتيان والفتيات، وكذلك الوظائف الحكومية نجد أن جميع المصالح تقريباً تكاد تكون مكتظة بالجنس الناعم .وعندئذ داعبه الدكتور طه حسين قائلاً: أرجو من حضرة الزميل الأستاذ فكري أباظة أن يصف النساء بغير الجنس الناعم.

وبمناسبة الحديث عن الجنس الناعم، سألت على صفحتي الفسبوكية مع بداية إعلان الأسماء المرشحة من قبل الأحزاب والقوائم لبرلمان 2015 « أين دكتورة جورجيت قلليني النائبة وأستاذة القانون وصاحبة المواجهات الشهيرة تحت قبة البرلمان؟!!، فكان رد الفعل الإيجابي الهائل من قبل معظم الأصدقاء، وتضمنت تعليقاتهم الإشادة بمواقفها الرائعة، ومناشدتها العودة للمشاركة السياسية، والتذكير بمرافعاتها ودفاعاتها الوطنية تحت قبة البرلمان عن حقوق المواطن وطلب تفعيل آليات تحقيق المواطنة الكاملة.

من منا لايتذكر جلسة مجلس الشعب التي شهدت مواجهة ساخنة بين د.أحمد فتحى سرور رئيس المجلس حينئذ ود.جورجيت قلينى من جهة ونائب النظام عبد الرحيم الغول من جهة أخرى، وذلك بعد أن انتقدت النائبة جورجيت تقرير اللجنة البرلمانية حول ماحدث بمدينة نجع حمادى والذى كان يناقشه المجلس. قالت قلينى إن اللجنة زارت نجع حمادى بعد وقوع الأحداث بثمانية أيام وأثبت التقرير أن كل حاجة تمام وتساءلت تبقى إيه المشكلة، أضافت جورجيت أنا أقسمت أن أرعى مصالح مصر مش المحافظ ومكنش ينفع إنى أخاف لأنى قبطية وألا أهاجم المحافظ لكونه قبطياً. وتابعت قائلة: «أهل نجع حمادى بيتصلوا بى إلى الآن وكلمة الحق هأقولها ولو على رقبتى حتى لو زادت حدة الهجوم والشتيمة وهزت مستقبلى السياسى زى ما حذرونى». وانتقدت جورجيت ما قاله محافظ قنا إنه كله تمام فى حين أن أهالى يتم تهجيرهم، ويموتون رعباً، انفعل النائب عبد الرحيم الغول وقال لها غاضباً «اقعدى ساكتة»، وعادت جورجيت تقول «ليس معنى إن التحقيق اتقفل يبقى كله تمام». وقاطعها سرور قائلاً لها بغضب وحدة «لا تدعى بطولة زائفة وأنت لا تتحدثى نيابة عن نجع حمادى فكل النواب أبطال ويتحدثون عن الحادث وكلهم مهمومون بالحادث»، وسألها سرور» أليس حادث نجع حمادى فردياً»، فردت جورجيت «مش شرط» وسألها مرة أخرى بانفعال «وحادث اعتداء المسيحى على الفتاة المسلمة ألم يكن حادثاً فردياً.. جاوبى يا دكتوره» وقالت جورجيت « إن حادث الاغتصاب فردى لكن قتل 6 أشخاص مسيحيين ليس فردياً ده طائفى لأنها ارتكبت أمام مطرانية» وانفعل نواب المجلس غاضبين ووجه سرور كلامه لجورجيت قائلاً «حادث فردى من مجرم مهما كانت دوافعه يعبّر عن رأى صاحبة وليس المجتمع. أليس هذا مفهوم القانون يا أستاذة القانون». وأكد النائب محمد عامر عضو اللجنة البرلمانية التى زارت نجع حمادى، أن الأنبا كيرلس والأنبا بنيامين لم يذكرا أى شىء مما قالته النائبة جورجيت، وظلت رمز الجنس الناعم تقاوم في ظل تخاذل الجنس اللي مش ناعم وخفوت أصواتهم.

واستكمالاً لحلقات العرض الخايب وكلام مثل تلك المناسبات السابق التجهيز، أكد د.مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية آنئذ أن هذا الحادث الإجرامى لم يكن وراءه دافع دينى، وقد أكد ذلك المحافظ والشهود الذين أدلوا بأقوالهم وأن مرتكبيه ليس لهم أى اتجاه دينى أو عقائدى ولكن بعض وسائل الإعلام اتخذت من الحادث ذريعة لإحداث فتنة!!

وعليه، أناشد البرلماني القادم للجلوس تحت قبة البرلمان أن يتأمل مثل تلك المواجهات ويعي ويدرك أن التاريخ سيسجل له كل خطوة شجاعة في اتجاه الدفاع عن حقوق المواطن.. تأمل ماذا يمكن لطالب كلية الحقوق أن ينظر لأستاذ قانون يدرس له كيف يكفل القانون الحقوق لكل مظلوم، وهو يرى أستاذه رئيس البرلمان، وأستاذه وزير الحكومة لشئون البرلمان يهدرون حق زميلة برلمانية في القيام بواجبها، فضلاً عن تزييف وتسفيه الأحداث.. تأمل عزيزي البرلماني القادم هذه الصورة لنائب يحاول إسكات زميلته بكل فجاجة وترخص وموقف قيادات حزبه غير الوطني، وكيف يمكن أن ينظر لسيرتهم أبناء دوائرهم...تأمل المواقف السلبية والمرتعشة للمحافظ وكذلك الاسقف، وكيف تعاملت معها تلك البرلمانية الرائعة جورجيت قلليني بنت الجنس الناعم، والمحاضر البرلمانية تسجل ولا تكذب».

[email protected]