رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أيّها الشّاكي وما بك داء ... كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟ ... انّ شرّ الجناة في الأرض نفس ... تتوقّى قبل الرّحيل الرّحيلا ... وترى الشّوك في الورود ... وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا ... هو عبء على الحياة ثقيل ... لمن يظنّ الحياة عبئا ثقيلا ... والذي نفسه بغير جمال ... لا يرى في الوجود شيئا جميلا ... ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ... ويظنّ اللّذات فيه فضولا ... أحكم النّاس في الحياة أناس ... عللّوها فأحسنوا التّعليلا ... فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه ... لا تخف أن يزول حتى يزولا ... وإذا ما أظلّ رأسك همّ ... قصّر البحث فيه كي لا يطولا ... سر الحياه أدركته طيور الرّوابي .... فمن العار أن تظل أنت جهولا ...  ثم يختم الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي  قصيدته الرائعة التي تدعو الي الأمل التفاؤل ببيت شعر غاية في الروعة يقول فيه ... أيّهذا الشّاكي وما بك داء .... كن جميلا تر الوجود جميلا .

دعوة للتفاؤل والامل في غد مشرق اطلاقها الشاعر الكبير في قصيدته الشهيرة منذ عقود طويلة في القصيدة تلخص في طياتها حقيقة الحالة النفسية للشعب المصري علي مر التاريخ حيث كان ومازال الشعب المصري يتمتع بروح التفاؤل والامل في غد افضل وهذه الروح كانت سبب رئيسي في تغلب الشعب المصري علي الغزا والمحتلين والطامعين منذ الهكسوس ومرورا بالعديد من الاحداث التاريخية التي استطاع الشعب المصري الصمود فيها والتغلب عليها بروح التفاؤل والعزيمة والإصرار وهي ثلاث أشياء ترتبط ببعضها عند الانسان المصري وهي سر تفوقة ونجاحه في جميع الحروب والمعارك التي قادها منذ الفراعنة وحتي الان .

وهي الروح التي تغلب بها الشعب المصري علي الحملة الفرنسية وكتب بها حروف النهاية في مسيرة الامبراطور الفرنسي والقائد العسكري  نابليون بونابرت ولم يهنأ الاحتلال البريطاني في مصر بوجوده رغم طول المدة فقد وجد شعب مقاتل لا يستطيع ان ينال من معنوياته وإصراره علي خروجه من كل شبر من الأراضي المصرية حيث لم يستطيع الاحتلال الإنجليزي ان يغير من ثقافة الشعب او عادته وتقاليده علي مدي اكثر سبعة عقود قضاها في مصر .

وقد تجلت تلك الروح بوضوح خلال ثورة 1919م بقيادة زعيم الامة سعد باشا زغلول وهي الثورة التي كانت حجر الزاوية في انتهاء الاحتلال البريطاني لمصر من خلال زعيم يملك من العزيمة والإصرار والتفاؤل مالم  يملكه الاحتلال لذلك انهزم الاحتلال امامه وهي نفس الروح التي قاد بها الزعيم الراحل فؤاد باشا سرج الدين موقعة الإسماعيلية الشهيرة في 25 يناير عام 1952م حيث رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية . 

وقد أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطيا مصريا و80 جريحا ليصبح يوم 25 يناير م عيد للشرطة كما أنه أصبح عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية وقد تولى فؤاد باشا سراج الدين  وزارة الداخلية فى حكومة الوفد الأخيرة عام 1950م والتى قام بتشكيلها مصطفى باشا النحاس بعد فوز الوفد بأغلبية ساحقة فى الانتخابات البرلمانية وهو اصغر وزير داخلية في تاريخ مصر حيث كان يقوم  بمد الفدائيين في حربهم  ضد قوات الاحتلال البريطانية بالسلاح حيث حول وزارة الداخلية الي وزارة حرب ضد الاحتلال البريطاني في مصر .

ولم تتغير عقيدة المصريين رغم الهزيمة القاسية عام 1967م حيث قادت روح الإصرار والعزيمة والتفاؤل الي الانتصار في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث استطاع الجيش المصري ورجالة الابطال هدم اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم بروح معنوية عالية فشل العدو في تفسير  أسبابها حتي الان .

وقد حاولت جماعة الاخوان الإرهابية عقب ثورة 25 يناير عام 2011م هدم الروح القتالية لدي الشعب المصري للسيطرة علية لانهم كانوا يدركون انها كلمة السر في قوة هذا الشعب حيث قاموا ببث روح الانهزام والقلق من خلال  إغراق الشعب في العديد من المشاكل اليومية والاقتصادية ولكن يقظة الشعب المصري وروحة المعنوية العالية وعزيمته التي لا تقهر تغلبت علي تلك المؤامرة في ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013م حيث وقف الشعب والجيش والشرطة ضد المؤامرة بصرار حتي سقط الرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعته الإرهابية في ثورة شعبية ساندها الجيش المصري الباسل بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان وزير للدفاع ابان الثورة المجيدة .

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم بعد انتخابات حصل فيها علي تأييد الأغلبية العظمي من الشعب المصري قاد حرب شرسة من اجل إعادة روح التفاؤل والعزيمة والإصرار لدي الشعب المصري التي حاولت جماعة الاخوان الإرهابية هدمها  لدي المصريين وقد اعتمد الرئيس السيسي علي لغة جديدة في بث تلك الروح وهي لغة تعتمد علي تحقيق إنجازات ملموسة حتي يكون التفاؤل مرتبط بواقع ملموس وغدا اكثر  إشراقا من خلال إقامة عدد من المشاريع العملاقة تحقق عائد بالمليارات وتوفر الآلاف من فرص العمل خلال السنوات القادمة بجانب جذب المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في تلك المشاريع .

ولم يغفل الرئيس ان هناك احباط بدأ يصيب الشعب من انتشار الإرهاب في سيناء وربوع مصر والذي أثر بشكل كبير علي السياحة والاقتصاد وهي احد اهم الأدوات التي تستغلها الجماعة الإرهابية لهزيمة الشعب من الناحية النفسية والمعنوية لذلك كان التحرك سريعاً  بشن حرب شاملة علي الإرهاب يقودها رجال الجيش المصري البواسل ورجال الشرطة الابطال بروح قتالية ومعنوية لا تعرف الهزيمة او الانكسار وقد بدأت تلك الحرب تأتي بثمارها من خلال القضاء علي منابع تمويل تلك الجماعات وحصرها والقضاء عليها .

أخيرا ... غدا اكثر  إشراقا بوجود رئيس وجيش وشعب يتكلمون بلغة واحدة ورثوها  جيل بعد جيل منذ الفراعنة وحتي الان هي لغة التفاؤل والعزيمة والإصرار .

[email protected]