رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يكتف الأستاذ «هيكل» بأن يكون عراباً لكل العصور في الداخل.. ولكنه اتجه لممارسة هذا الدور في الخارج.. استغل «هيكل» إمكاناته وقدراته التي ينفرد بها- دون غيره- في أن يكون عراباً لأنظمة في الخارج حتي لو كان ذلك علي حساب الهوية وأشياء أخري لا تقل عنها في الأهمية.

تطوع الأستاذ «هيكل» ليكون عراباً لملالي الفرس وأتباعهم في المنطقة وذلك علي حساب هويته العربية التي من المفترض أن ينتمي إليها ولو اسماً.. تحول الأستاذ إلي بوق لملالي إيران الشيعة رغم أنه سني.. صحيح أن هذا الأمر لا يفرق كثيراً عند الأستاذ، ولكن إذا أخذنا في الاعتبار عنصر الزمن وبلوغه من العمر أرذله يصبح من الصعب أن نتقبل الانقلاب علي الهوية الذي هو جزء من كيان الإنسان. 

كان من الممكن أن نتقبل أو نتفهم هذا الانقلاب علي الهوية إذا كان الأمر يتعلق بموقف عابر أملته ظروف ما كتلك التي تحكمت في الأستاذ علي مدار تاريخه وأصبحت جزءاً من موازين القوى بداخله.. وهذه الظروف كانت تتغير بتغير الحكام والأنظمة والمصالح وأشياء أخري لا علاقة لها بالقيم ولا المبادئ.. لكن ما حدث من الأستاذ في حواره مع رئيس تحرير جريدة السفير كان أمراً مختلفاً.

فالأستاذ «هيكل» كان يتحدث بكل جوارحه، وفي اعتقادي أن قادة الملالي أنفسهم لا يتحدثون باللهجة التي تحدث بها ﻷنهم ببساطة يتمتعون بدهاء يدفعهم للحديث باستحياء خاصة عندما يتعلق الأمر ببرنامجهم النووي واﻻتفاق الأمريكي الأخير.

فمثلاً عندما نتابع رد الفعل الإيراني علي الاتفاق نجد «خامنئي» يقول إن مستقبل الاتفاق النووي ليس واضحاً، وإن المصادقة عليه في إيران كما في الولايات المتحدة ليست مؤكدة وإنه لا توجد ضمانات للتوصل لاتفاق نهائي.

أما الأستاذ «هيكل» فقد قال عن الاتفاق مادحاً إيران ومتغزلاً في شعبها: «ليس هناك أقوي من شعب علي أرضه مع حضارة مستمرة.. اﻹيرانيون لم يفعلوا سوي أنهم كانوا أنفسهم.. هناك حضارة فارسية علي هذه اﻷرض وفي هؤلاء الناس وهذا ما له قيمة كبيرة»، إلي هنا يتوقف الانبهار ولا يبقي من اﻷستاذ إلا أن يصف اﻹيرانيين بأنهم شعب الله المختار.

أما عن إيران الدولة، فيقول اﻷستاذ «هيكل»: «إيران دولة حقيقية وجدت علي أرض محددة عبر التاريخ، وبقيت في الموقع نفسه دون تغيير، وتحمل في تكوينها حضارة طويلة وقوة».. ولا يبقي إلا أن يقول اﻷستاذ لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون إيرانياً.

وفي المقابل جاء الحديث عن السعودية ودول الخليج بعيداً عن الواقع لا يحركه سوي الحقد والكراهية.. الحقد اﻷعمي الذي يصيب القلوب ويفقد اﻹنسان صوابه حتي يصبح أعمي البصر والبصيرة.. يقول اﻷستاذ «هيكل» في حواره مع جريدة «السفير»: «إذا عدنا إلي أساس الموضوع.. فالسعودية في أزمة لا أعرف كيف ستكون نهايتها أو كيف تتطور، وكيف ستؤثر علي نظام الحكم فيها.. أما البدائل فلا بدائل، ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل ولذلك هناك مشكله حقيقية».

وهذا الكلام أو هذا الهذيان الذي خرج من اﻷستاذ لا يعدو كونه عرضا من أعراض الخرف الذي أصابه بفعل الزمن، لدرجة أنه لم يعد حاضراً.. والدليل أن اﻷستاذ لا يعرف أن الحكم في المملكة انتقل إلي اﻷحفاد ﻷول مرة، وأن ترتيب اﻷوضاع في المملكة لمائة عام جاء من خلال أكثر من 50 أمراً ملكياً في مائة يوم لم تهتز فيها أركان الدولة ولو ساعة واحدة.

ياأستاذ «هيكل» اﻷزمة التي تتحدث عنها في السعودية هي أزمة من وحي خيالك أملاها عليك عقلك الباطن الذي بات يتحكم في تصرفاتك بعد أن أصابك الخرف.

ياأستاذ «هيكل» ستظل السعودية قبلتنا وقبلة المسلمين في العالم.. وستظل آمنة، مطمئنة لن يؤثر فيها تخاريف كاتب ولا هجوم صحيفة.